السؤال
أكرمني ربي بخلق حسن جدا، فعندي نفس متسامحة جدا مع كل الناس، حتى وإن حدث شيء من أحد وأغضبني، فربما بعد ساعة أو أقل أنسى كل الذي حدث، وأعفو عنه، دائم التبسم في وجه الناس عند التكلم معهم، وأنا سعيد جدا بهذه النفس التي وهبها الله لي.
سؤالي: هل يلزم أن أستحضر النية في كل عمل من هذه الأعمال في كل مرة؛ لكي أنال الأجر؟ مثل أن أستحضر نية أن أتبسم في وجه هذا؛ لكي آخذ أجر الصدقة، كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وهل يجب استحضار النية في كل عمل؟ لأني قرأت أنه يوم الحساب يتفاجأ الشخص بحسنات لم يعمل لها حساب، وربما تنجيه هذه الأعمال من النار.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي البداية: نهنئك على ما ذكرت من حسن الخلق, والاتصاف بالتسامح، والعفو, ونسأل الله تعالى أن يبارك فيك, وأن يوفقك لكل خير.
ثم إنه لا بد للمسلم من استحضار نية الاحتساب عند الشروع في أي عمل صالح؛ لكي يحصل على الثواب، جاء في المدخل لابن الحاج: ومن تمام النية، وتكملتها، وحسنها، وتنميتها أن تكون مستصحبة في كل فعل يفعله، لكن هذا في الغالب صعب عسير في حق أكثر الناس، وذلك حرج، ومشقة، فيجزى بالنية التي خرج بها -إن شاء الله تعالى-. انتهى. وراجع المزيد في الفتوى رقم: 342628.
على أن بعض أهل العلم يرى أن الإنسان إذا نوى الاحتساب في أول يومه، يرجى له أن تكفيه تلك النية سائر اليوم عن كل الأعمال، ولو لم يستحضر النية عند أدائها، جاء في فتاوى لقاء الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين: لا شك أن تذكر النية عند العمل، ومصاحبتها للعمل أفضل بلا شك بكثير، والإنسان إذا عود نفسه على هذا، سهل عليه، ولكن إذا لم تكن هذه الحال العليا، فعلى الأقل الحال الدنيا، يعني الإنسان كلما أصبح ينوي نية صالحة بأنه لن يعمل عملا إلا لوجه الله عز وجل، سواء كان دينيا، أو دنيويا، وأرجو أن يكون ذلك كافيا، وتكون النية هنا مستصحبة حكما، لا ذكرا، لكن استصحابه لها ذكرا أفضل. انتهى.
والله أعلم.