على العاصي ألا يأمن مكر الله تعالى

0 95

السؤال

ملتزم جدا -والحمد لله- ولم أفعل الكبائر على الإطلاق، ابتليت بمشاهدة المواقع الإباحية سرا؛ بغية الإثارة، وهي فعلا تثيرني، وأقضي وطري في الحلال، ولا ألتفت إطلاقا إلى الحرام، وأشعر بالذنب القاسي جدا، وأستغفر الله كثيرا من أجل ذنوبي، ولا أجد في حياتي من الأعمال غير هذا، فهل يغفر الله لي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: 

فما تفعله محرم، يجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى منه.

واعلم أن السيئات يجر بعضها إلى بعض، ويأخذ بعضها برقاب بعض، وهذا الذنب -وإن كان من الصغائر- لكن الإصرار عليه يصيره من الكبائر، وانظر الفتوى رقم: 357523.

واعلم -عافاك الله- أن الله تعالى إذا غضب، لم يقم لغضبه شيء، فاحذر نقمته، وعقابه.

 وإياك أن تأمن مكر الله تعالى، فعليك أن تبادر بالتوبة النصوح؛ حذرا من أن تدركك آثار المعاصي.

ونوصيك بمراجعة كتاب: الداء والدواء لابن القيم -رحمه الله-، فإنه أشبع القول في آثار المعاصي، بما يحمل مطالعه على البدار بالتوبة إلى الله تعالى.

وأكثر من الحسنات الماحيات، فإن الحسنات يذهبن السيئات.

وأنت متى تبت إلى الله تعالى، فإنه يقبل توبتك، ويقيل عثرتك، وتعود كمن لم يذنب، كما في الحديث: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له. أخرجه ابن ماجه.

وأما إن بقيت مصرا على ما تفعله، دون أن تتوب، فأنت تحت مشيئة الرب تعالى، فيخشى عليك أن تعرض نفسك لسخطه، وعقوبته؛ إلا أن يتداركك برحمته -رزقنا الله وإياك التوبة النصوح-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات