تحصيل الندم الذي يشترط لصحة التوبة

0 83

السؤال

عندي مشكلة عظيمة في التوبة، فمثلا كنت في السابق إن ضاعت مني صلاة لتفريطي عند النوم بعد دخول الوقت أتألم، وعندما هداني الله بدأت بالالتزام بالحجاب، والصلاة، وكان شعور الندم شديدا على ما فات، وأنا أفتقده حاليا، ولا أدري ما السبب، وليس عندي ذنوب خلوات، ولكني لما أفرط لم أعد أجد الحسرة الشديدة، وإنما أجد كدرا وضيقا مما فعلت، وشعورا بأنني مخطئة، لكن مع ذلك لا أرتاح بعد ذلك، كما يرتاح التائب عندما يشعر بحسرته، ويرجو قبولها، وأريد أن أحصل الخشوع، والسرور بالصلاة؛ كي أقدمها على النوم.
قرأت كثيرا عن منزلة الصلاة، لكنها أحيانا تفوتني بتفريط مني؛ رغم أن الله أنعم علي بأني أستيقظ أول ما أنظر إلى الساعة فزعة؛ خشية أن يكون هناك وقت صلاة فات، فماذا علي أن أفعل بجانب الدعاء؟ فأنا إذا أذنبت أجد عقبة في الشعور بالندم؛ مما يشعرني أن كل معصية أفعلها لا تمحى، وهي تتراكم الآن في صحيفتي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: 

فشعورك بالضيق والألم هو الندم الذي يشترط لصحة التوبة، فأنت -بحمد الله- تندمين على ذنبك، ولبيان كيفية تحصيل الندم وزيادته، انظري الفتوى رقم: 134518.

وأما الخشوع في الصلاة، فانظري لبيان بعض الأسباب الجالبة له الفتوى رقم: 124712.

وننصحك بأن تستمري في طريق الاستقامة، وتجتهدي في طاعة الله تعالى، محافظة على الفرائض، مجتنبة المحرمات، وأن تكثري من النوافل ما استطعت؛ فإن هذا سبيل نيل محبوبية الله تعالى.

وإذا وقع منك ذنب، فلا تيأسي، ولا تقنطي، ولا تظني أن هذا الذنب لن يمحى عنك، فإن هذا من سوء الظن بالله تعالى، ولكن اعلمي أن باب التوبة مفتوح، لا يغلق في وجه أحد، وأن التائب الصادق يرجع من ذنبه كمن لم يذنب، كما في الحديث: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

فإذا بادرت بالتوبة، فاحمدي الله على توفيقك لها، وأحسني ظنك بربك تعالى.

وإياك والتفريط في الصلاة، فإنه من شر الذنوب، وأخطرها على العبد.

وإذا أردت النوم بعد دخول وقت الصلاة، فلا بد من أخذ أسباب الاستيقاظ قبل خروج الوقت.

ولا يجوز لك النوم مع غلبة الظن بأن وقت الصلاة سيفوتك، وانظري الفتوى رقم: 141107.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات