الابتلاء تارة يكون بالخير وتارة يكون بالشر

0 346

السؤال

ما الفرق بين العبد الذي يقوم بجميع العبادات، ولكنه يعيش عيشة صعبة وبين العبد الذي يقوم بجميع العبادات ولكنه يعيش عيشة هانئة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فمن عبد ربه -سبحانه وتعالى- وأخلص له الدين؛ موعود من الله رب العالمين بجنات عرضها السماوات والأرض، قال الله تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا* خالدين فيها لا يبغون عنها حولا [الكهف:108].

هذا بالنسبة للآخرة، أما الدنيا، فإن الله تعالى يبتلي فيها العباد، والابتلاء تارة يكون بالخير وتارة يكون بالشر، قال الله -عز وجل-: ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون [الانبياء:35].

ولا يمكن لنا نحن كبشر أن ندرك كل الحكمة من هذا الابتلاء، من حيث تنوعه إلى ابتلاء بالخير وابتلاء بالشر، والله وحده هو الذي يعلم تمام الحكمة من ذلك، قال الله تعالى: والله يعلم المفسد من المصلح [البقرة:220]. وقال تعالى: ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض [الشورى:27].

وقال الله تعالى: وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون [آل عمران:152]. فها هي الآيات تدل على أن سعة الرزق وبسطه أحيانا تكون سببا في طغيان صاحبها، فيكون الفقر خيرا له في دينه، وكذلك العكس.

ولتعلم -أيها الأخ الكريم- أن القبض والبسط من الله تعالى يجب أن يقابل من العباد بالصبر والشكر، فمن شكر الله على نعمة فاز، ومن صبر على ابتلائه نال الدرجات العلى، قال الله تعالى: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب [الزمر:10].

ومن المعلوم أنه لا يوجد بشر خلقه الله أحب إليه من نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، كما أنه كان أفضل العابدين، ومع هذا اختار صلى الله عليه وسلم أن يحيا حياة الفقر، ولذا قال الشاعر:
لو كان في الفقر ازدراء لم ير    آل النبي الصحاب فقرا

وراجع الفتاوى التالية: 27585، 27048، 27468.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات