السؤال
متزوجة منذ ثلاث سنين، وعندي ولدان، مشكلتي مع زوجي من بداية الزواج عدم التوافق، ومع الأيام بدأ يشكو من صراخ الأطفال، فيقوم بالخروج من غرفة النوم، وأصبح ينعزل عنا، وهو مدخن للشيشة، أصبح لا يتواصل معنا، وهجر الجماع، ومع مرور الأيام أصبح يضايقني بإنقاص المصروف، واكتشفت أن خيانته، وممارسته للعادة هما سبب امتناعه عني.
الآن قمت بالخروج من بيتي أنا وأطفالي بسبب أنني تعبت من عدم التواصل والحوار، والمشاكل. وأنا لا أريد الطلاق. أريد أن نحل الانفصال العاطفي والمشاكل، وهو لا يريد أن يسمع لأحد من أهلي ولا أهله. فما الحل لخروجي؟ هل أذهب للمحكمة؟ أم ماذا أفعل؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالزوج مطلوب منه شرعا أن يحسن عشرة زوجته، قال تعالى: وعاشروهن بالمعروف {النساء:19}، ومن المعاشرة بالمعروف المعاملة بالحسنى وأداء الحقوق ونحو ذلك. وهذه القطيعة والهجر والامتناع عن الفراش يتنافى مع ذلك، ولا يجوز للزوج أن يترك وطء زوجته مدة تتضرر فيها، وراجعي الفتوى: 29158.
ومن أولى ما نوصيك به الدعاء له بأن يصلح الله حاله، ويرزقه رشده وصوابه، ولا ينبغي الانقطاع عن بذل النصح له، فإن لم ينتفع بنصح أهله أو أهلك، فقد ينتفع بنصح غيرهم ممن لهم وجاهة عنده من فضلاء الناس أو أصدقائه، فإن لم يجد ذلك نفعا فلعل الأولى أن ترفعي الأمر إلى المحكمة الشرعية ليؤمر بأن يمسك بمعروف، أو أن يفارق بإحسان.
وننبه إلى الآتي:
أولا: أن صراخ الأطفال في البيت من الأمور الطبيعية، ويمكن معالجتها بشيء من التفاهم بين الزوجين والتوجيه لهؤلاء الأطفال ونحو ذلك، ولا ينبغي أن يكون هذا الأمر مثارا للخلاف بين الزوجين.
ثانيا: أن التدخين باستخدام الشيشة أمر محرم؛ وسبق بيانه في الفتوى: 74855، والفتوى: 1671.
والله أعلم.