السؤال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى"، وسؤالي عن كيفية النية: فحينما أستيقظ فجرا لأداء صلاة الفجر، فهل تعتبر هذه نية، أم إنه يجب أن أستجمعها في قلبي قبل أن أكبر لصلاة الفجر؟
وعندما أقود السيارة والجو حار في الخارج، وأرى شخصا يمشي؛ فأتوقف لإيصاله لبيته، وهذا العمل يحصل بسرعة، وحينما رأيته وتوقفت لإيصاله، كان قصدي مساعدته؛ لأن الجو حار، فهل هذه نية، أم إنني يجب أن أستجمع في قلبي أنني سأساعد هذا الشخص؛ لأن الجو حار في الخارج؟
وقس على هذا بقية الأعمال التي تحدث بسرعة، كأن أرى شخصا يريد أن يشرب ماء باردا، فأرشده إلى مكان البراد، فمثل هذه الأعمال الصالحة تحدث بسرعة، ولا يمكن أن أستجمع النية في قلبي قبل أن أفعلها، علما أني ما فعلت ذلك إلا لأني أريد مساعدتهم قدر الاستطاعة، كما أني أرغب في مضاعفة الأجر بالنية، فأتمنى أن توضحوا لي ما لدي من إشكالات بخصوص النية. وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد تضمن سؤالك عدة أمور تتعلق بالنية, وسيكون الجواب في النقاط التالية:
1ـ فإن النية هي القصد، أي: عزيمة القلب، أو انبعاث القلب نحو ما يريده العبد من جلب نفع، أو دفع مضرة, وراجع في ذلك الفتوى: 43991.
2ـ استيقاظك لصلاة الفجر، لا يجزئ في تحصيل نية الصلاة المعينة التي هي ركن من أركانها، كما جاء في الفتوى: 175439، فالأصل أن نية الصلاة تكون مقارنة لتكبيرة الإحرام, ويجوز أن تتقدم عليها بزمن يسير عند جمهور أهل العلم، كما سبق في الفتوى: 179533.
3ـ إذا قمت بحمل شخص في سيارتك بقصد مساعدته, فقد حصلت منك النية؛ لأنها مجرد العزم على الفعل، كما ذكرنا من قبل، فلا يلزم بعد ذلك استجماع القلب، واستحضار النية؛ لأنها قد حصلت.
4ـ وفي حال ما أقدمت على فعل خير، كإرشاد شخص إلى محل الماء البارد مثلا, ولم تنو الامتثال، فإنه يحصل لك الثواب؛ بناء على ما قاله بعض أهل العلم من أن الشخص يثاب على العمل الصالح, ولو لم يستحضر نية الامتثال، وراجع التفصيل في الفتوى: 371548، وهي بعنوان: "هل يؤجر المسلم على أعمال الخير من غير نية؟".
والله أعلم.