السؤال
زوجي مدمن أفلام إباحية، ولدينا ابنة علاقته بها ليست جيدة، وكأنه لا يدرك أنه أب، ودائما مكتئب وحزين، أصبح لا يستطيع إقامة علاقة معي، ينتظرني حتى أذهب للعمل ويقوم بمشاهدة الأفلام، ويعمل العادة السرية. فهل أستمر معه أم أنفصل؟
زوجي مدمن أفلام إباحية، ولدينا ابنة علاقته بها ليست جيدة، وكأنه لا يدرك أنه أب، ودائما مكتئب وحزين، أصبح لا يستطيع إقامة علاقة معي، ينتظرني حتى أذهب للعمل ويقوم بمشاهدة الأفلام، ويعمل العادة السرية. فهل أستمر معه أم أنفصل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمشاهدة الأفلام الإباحية منكر من المنكرات ووسيلة للفواحش والموبقات، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 3605.
والأدهى والأمر أن يكون مثل هذا الجرم من رجل متزوج يمكنه أن يعف نفسه بالحلال، فيستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، وفي هذا نوع كفران بالنعمة.
ومن كانت هذه حاله في علاقته مع ربه وانتهاكه لحرماته يتوقع أن يكون على هذه الحالة النفسية السيئة، وأن تكون علاقته مع ابنته في فتور، أو أن يكون مقصرا في معاشرته زوجته، بل ويلجأ للعادة السرية بدلا من ذلك، فالمعاصي لها آثارها السيئة وعواقبها غير الحميدة، قال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير {الشورى:30}، وقال أيضا: ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون {الروم:41}.
فنوصي بنصحه بالحكمة والموعظة الحسنة، وتذكيره بالله عز وجل، ودعوته إلى التوبة النصوح، وأن يتقي الله تعالى في زوجته وابنته.
والأولى أن يسلط عليه من يرجى أن يقبل نصحه، ولك البقاء في عصمته والاستمرار في نصحه، كما يجوز لك طلب فراقه لفسقه وتفريطه، ولكن لا تعجلي لذلك حتى يتبين لك ما إذا كان الطلاق هو الأصلح أم لا. وراجعي الفتوى: 37112، والفتوى: 159497، ولا تنسي أن تكثري له من الدعاء بأن يتوب الله عز وجل، وأن يهديه، فهداية القلوب بيده سبحانه، فهو القائل: ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون {الحجرات:7}، وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن قلوب بنى آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء. ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك.
والله أعلم.