السؤال
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع؛ لما فيه من منفعة للناس، وأسأل الله أن يوفقكم لما يحب، ويرضى.
عندما كان عمري 13 سنة (بعد البلوغ)، سألتني صديقتي عن اسم جارنا، فقلت لها: اسمه عبد الرزاق، وبسرعة ودون تفكير قامت بقلب أحد حروف اسم الله عز وجل، وقالت: "عبد ..."، ولم ننتبه أننا قمنا بسب الله عز وجل، ولم نكن ننوي أن نستهزئ، ولم أعلم أن ما فعلناه كفر مخرج من الملة، ولم أكن أعلم أيضا حكم من فعل ذلك الذنب العظيم، فنطقت هي الكلمة، وضحكت، دون أن ننتبه لتركيب الجملة.
أنا لا أحاول البحث عن أعذار، ولكن هذا ما حدث، كأننا قلنا جملة عادية، وأكملنا كأن شيئا لم يحدث، ومرت الأعوام (16 سنة)، إلى أن قرأت في إحدى فتاواكم أن السب والاستهزاء بالدين، أو الله، كفر مخرج من الملة، فنزلت علي تلك الذكرى كالصاعقة، ولا أستوعب، ولا أتقبل أنني كفرت، وخرجت من الإسلام، فأنا كنت أصوم، وأصلي، واعتمرت، وحججت بيت الله.
ندمت على ماضي كله، وكرهت تذكر تلك الذكرى، ومرة أقول: الحمد لله أنني تذكرت، وأتيحت لي فرصة التوبة، فقد كان من الممكن أن أموت على ذلك الذنب، وبدأت أنتبه لما أقول وأسمع، وشيئا فشيئا تذكرت حوادث أخرى، لم أكن أقصدها، فبعض المصطلحات في اللغة العامية قد تكون كفرية، وبعض الجمل اقتباسات من القرآن الكريم، وقد كنت أرددها دون إدراك لمعناها، وإنما نرددها حسب الظروف، دون تمعن في معانيها، فدخلت في حالة شك في كل ماضي، فتبت إلى الله، وندمت، ونطقت الشهادتين، واغتسلت، وعزمت على أن أنتبه للساني، وامتنعت من كل شيء من مسلسلات، وأغان، وغيرها، فإذا سب الإنسان الله عز وجل، أو الدين، أو الرسل -والعياذ بالله- عن غير قصد، أو كان يردد كلمات كفرية دون وعي بمعناها -كما حصل لي-، فهل هذا كفر؟ وهل هو مخرج من الملة؟ وهل يجوز للإنسان التوبة من ذنب يشك في أنه فعله؟ فأنا لا أعلم ما أخرج لساني أيضا، فقد أكون نطقت بكلمة كفرية لا أتذكرها، وإذا كفر الإنسان وهو لا يعلم، وقال يوما ما: "اللهم إني تبت إليك، دون أن يعلم أنه قد كفر قبل ذلك"، فهل هذه التوبة مقبولة، وتجزئه؟