علامة قبول التوبة ودلالة البلاء بعد التوبة

0 56

السؤال

كنت في غنى وفضل من الله، ولكني كنت بعيدا عن الله، وارتكبت ذنوبا كثيرة، ولحكمة من الله فقدت كل شيء، وأصبحت فقيرا ماديا بتعريف أهل الأرض، وفقدت كل ما أملك، وكل ما بنيت، وكل ما وصلت له من نجاح، ولكني اعتبرت هذا درسا من الله؛ لأتنبه، وأعود له، فأصبحت أصلي، وأجاهد نفسي لأبتعد عن ما يغضب الله، ولكني أشعر في داخلي أن ما أفعله من عبادات غير مقبول، ولا أشعر براحة نفسية، وأمور الدنيا والحياة تزداد صعوبة، وجميع محاولاتي للعمل لا تنجح، بل تزداد المشاكل، والصعوبات إلى حد لم أعد أستطيع احتماله، فهل هناك علامات لقبول الله توبتي، ولرضاه علي؟ وإلى متى سأظل أحاسب على ما اقترفته من ذنوب؟ وكيف أقوي نفسي وإيماني عندما أضعف مقابل ازدياد المشاكل، والصعاب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا تبت إلى الله توبة نصوحا صادقة؛ فإن توبتك تمحو ما سبقها من الإثم، وتعود كمن لم يذنب، كما قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه، ولا تكون مؤاخذا بشيء مما اقترفته في الماضي، قال شيخ الإسلام: ونحن حقيقة قولنا: إن التائب غير معذب، لا في الدنيا، ولا في الآخرة، لا شرعا، ولا قدرا. انتهى.

وعليه؛ فصحح توبتك، واستقم على شرع ربك تعالى، وأحسن الظن به.

وعلامة قبولك أن يوفقك ربك لمزيد من الطاعات، والتوبة الصحيحة مقبولة قطعا، كما بيناه في الفتوى: 188067.

وما ينزل بك من البلاء بعد التوبة، لا يلزم أن يكون عقوبة على ذنب، بل ربما كان رفعة في درجاتك، وامتحانا من الله تعالى لك؛ ليبلو صبرك، فاستدفع هذا البلاء بلزوم الدعاء، والأخذ بالأسباب الحسية لدفعه، وتوكل على الله سبحانه.

واعلم أن قضاءه كله خير، وهو دائر بين الرحمة، والحكمة، والمصلحة، فهو سبحانه محمود على كل ما يقدره، ويقضيه، فلا تستبطئ الفرج، فإن مع العسر يسرا.

واعلم أن عباداتك مقبولة -إن شاء الله-، ما استوفت شروط القبول.

وأما تقوية إيمانك في مواجهة الصعاب؛ فتكون بلزوم طاعة الله تعالى، والاجتهاد في دعائه، وصحبة أهل الخير، والمزيد من الجد والتشمير في طلب الآخرة، والسعي لها، فإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها، كما قال بعض السلف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات