السؤال
أنا في حاجة ماسة إلى نصيحتكم، فقد يتيسر أمري بها، فأنا لا أتوقف عن التفكير في شخص كنت متعلقة به في زمن مضى، وتفكيري فيه ليس عائدا إلى تعلقي به، وإنما يرجع إلى الألم الذي سببه لي، وقبل حدوث أي أمر، كنت أدعو الله أن يجمعني به بالحلال، ودام أملي فيه ثلاث سنوات، فكنت أدعو الله وأستخيره، وبعدها استزلنا الشيطان في علاقة دامت أسبوعين، وأنهيتها؛ لأنني كنت أشعر بعدم رضا الله عني، غير أني أعلمته أنني مستعدة لقبوله متى دق باب بيتنا.
ما آلمني هو أنه طلب مني أن أنساه، وأنه لا يعدني بأي شيء، ولا يريدني أن أنتظره، وهذا ما ترك في قلبي حرقة، لم أستطع تجاوزها إلى الآن، وقد مر أكثر من سنة ونصف، ولا زلت أتألم كلما تذكرتها.
الجانب الطيب من هذه الحادثة، أنني تعلمت الصبر، وتقربت أكثر إلى الله سبحانه وتعالى، وازداد يقيني، لكنني من جهة أخرى لا زلت أتألم من الداخل.
أنا أعي جيدا أن ما حدث هو ما اختاره لي ربي، وأنا راضية به، لكنني دائما ألوم نفسي؛ لأنني أنا من قبلت الوقوع في الخطأ، وألوم ذلك الشخص؛ لأنه جرحني بطريقة قاسية، فهل يمكنكم مساعدتي بموعظة حسنة؟ فكل ما أرجوه هو نسيان الأمر، والعيش في سلام، وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذه العلاقات التي شاعت بين بعض الشباب والفتيات، باسم الحب؛ هي في حقيقتها باب شر، وفساد عريض، تنتهك باسمه الأعراض، وترتكب خلف ستاره المحرمات، وكل ذلك بعيد عن هدي الإسلام الذي صان المرأة، وحفظ كرامتها، وعفتها، ولم يرض لها أن تكون ألعوبة في أيدي العابثين، فجعل الطريق لمن أعجبته امرأة أن يأتي البيوت من أبوابها، فيخطبها من وليها: فإن أجابه، تزوجها، وإن قوبل بالرفض، انصرف عنها، وبقيت المرأة مصونة، وانظري الفتوى: 1769.
وعليه؛ فلا وجه لعجبك من سلوك هذا الشاب، وتألمك من تصرفه معك، بل العجب منك أن تنتظري من العابث بالأعراض، المنتهك لحدود الله، أن يسلك سبيل الجادين الراغبين في الحلال.
فالواجب عليك أن تتوبي إلى الله تعالى مما وقعت فيه من الحرام، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه.
ومن صدق التوبة: أن يجتنب العبد أسباب المعصية، ويقطع الطرق الموصلة إليها، ويحذر من اتباع خطوات الشيطان، ويجتهد في الأعمال الصالحة، ويكثر من الذكر، والاستغفار.
فلا تشغلي نفسك بهذا الشاب، وما كان منه، واشغلي نفسك بتحقيق التوبة، والإقبال على الله تعالى.
وإذا صحت توبتك، فأبشري بكل خير، فسوف يبدل الله ألمك فرحا، وحيرتك وقلقك طمأنينة، وسكينة.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.