السؤال
نحن في شهر رمضان، وفي رمضان يقوم الكثير من الناس بقراءة القرآن، وينوون ختمه في آخر الشهر، فمن الناس من يقسم قراءته: فدبر كل صلاة يقرأ شيئا من القرآن، ومنهم من يجمعها في وقت واحد، كبعد الفجر، فيقرأ الجزء كاملا في جلسة واحدة، فهل من توفي وفي نيته قراءة الجزء بعد الفجر، له أجرها، أو أجر الختمة التي ينوي إتمامها مع نهاية الشهر، أو لا أجر له؟ والمقصود بالنية هنا النية مع العزم على إتمام العمل، والشخص الذي توفي مداوم على هذا العمل؛ إذ إنه يختم القرآن كل رمضان، دبر الفجر يقرأ الجزء. شاكرين لكم جهودكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن العزم على فعل الطاعات، يثاب عليه، فإذا نوى العبد فعل الخير، ولم يتمكن من فعله، فإنه يحصل له أجره من الله تعالى؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة، فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة. متفق عليه.
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: قوله: إذا مرض العبد، أو سافر. في رواية هشيم: إذا كان العبد يعمل عملا صالحا، فشغله عن ذلك مرض. قوله: كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا. هو من اللف والنشر المقلوب، فالإقامة في مقابل السفر، والصحة في مقابل المرض. وهو في حق من كان يعمل طاعة، فمنع منها، وكانت نيته لولا المانع أن يدوم عليها. انتهى.
وفي مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية: من نوى الخير، وعمل منه مقدوره، وعجز عن إكماله: كان له أجر عامل، كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن بالمدينة لرجالا، ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا، إلا كانوا معكم. قالوا: وهم بالمدينة؟ قال: وهم بالمدينة، حبسهم العذر. انتهى.
وبناء عليه؛ فإن من عزم على ختم القرآن في شهر رمضان، بحيث يقرأ كل يوم جزءا مثلا, ثم مات قبل إكمال ختم القرآن, فإنه يكتب ثواب من ختم القرآن كاملا؛ لأجل نيته. وراجع المزيد في الفتوى: 195469، وهي بعنوان: "كل من كان يعمل طاعة فمنع منها، يكتب له ثوابها".
والله أعلم.