السؤال
كنت خاطبا، واستمرت الخطبة فترة كبيرة جدا، وحدث بيني وبين خطيبتي تجاوزات كثيرة، وصلت للإيلاج من الدبر، وفسخت الخطوبة لأسباب معينة.
حاليا أنا ضميري يؤنبني جدا، وغير مرتاح، ولا أهنأ بمعيشتي، وهي أيضا مثلي، أحس أني ظلمتها، وهي إنسانة جيدة جدا ومحترمة، وأنا الذي أغويتها لهذا.
وسؤالي: إذا لم أرجع لها هل لن يسامحنا الله على الذي حصل بيننا؟ ولن يغفر لنا هذا الذنب؟ هل يلزم أن نكمل الخطوبة لنكفر عن هذا الذنب؟
وهل لو رجعنا إلى بعض وتزوجنا، سنكون بذلك كفرنا عن ذنوبنا، ويعفو الله عنا؟
إحساسي بالذنب من ناحيتها شديد جدا، وخائف من أن يعاقبني الله أو يعاقبها بسبب هذه التجاوزات، وأريد أن أصلح ما حدث.
شكرا، وآسف للإطالة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا في كثير من الفتاوى أن الخاطب أجنبي عن مخطوبته –ما دام لم يعقد عليها- شأنه شأن الرجال الأجانب ، فلا يجوز له أن يخلو بها، أو يلمس بدنها، أو يحادثها لغير حاجة، وانظر الفتوى: 57291.
ولا ريب في خطر التهاون في حدود الشرع في تعامل الخاطب مع مخطوبته، فكم جر هذا التهاون من مصائب وبلايا على الأفراد والمجتمعات، وما حصل بينك وبين خطيبتك مثال على أثر هذا التهاون.
فالواجب عليكما أن تبادرا بالتوبة إلى الله تعالى، والتوبة ليست بالرجوع إلى الخطبة، وإتمام الزواج، ولكن التوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود، فإذا صدقت في التوبة، ولم تتزوج تلك الفتاة، فلا حرج عليك، كما أنه لا حرج عليك في الرجوع إليها، وإتمام الزواج منها.
ومما يتأكد هنا الستر وعدم المجاهرة بالذنب.
فاجعل همك وشغلك تحقيق التوبة النصوح، والحرص على الاجتهاد في الأعمال الصالحة، والتقرب إلى الله تعالى، فهذا سبيل النجاة والفلاح.
والله أعلم.