السؤال
زوجي لا ينام معي إلا إذا أرادني، فهو ينام بغرفة أخرى، بحجة أنه لا يحب حركة الأطفال وهو نائم. مع العلم أن الأطفال غير مزعجين.
والمشكلة أنه لا يوقظه للصلوات إلا أنا، وكذلك الدوام؛ مما يثير استفزازي، وقلل من رغبتي فيه، وبدأت أتضايق من هذا التصرف، وأخشى أن تنعدم المودة فيما بيننا. فما هو رأيكم؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الزوج مأمور شرعا بأن يحسن معاشرة زوجته بمعاملتها المعاملة الحسنة، والعمل بما يدخل السرور عليها، قال تعالى: وعاشروهن بالمعروف {النساء:19}.
قال الجصاص في أحكام القرآن: أمر للأزواج بعشرة نسائهم بالمعروف، ومن المعروف أن يوفيها حقها من المهر والنفقة والقسم، وترك أذاها بالكلام الغليظ، والإعراض عنها، والميل إلى غيرها، وترك العبوس والقطوب في وجهها بغير ذنب، وما جرى مجرى ذلك، وهو نظير قوله تعالى: فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان. اهـ.
وقال السعدي في تفسيره: على الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف، من الصحبة الجميلة، وكف الأذى، وبذل الإحسان، وحسن المعاملة. اهـ.
ونوم الزوج مع زوجته في غرفة واحدة ليس واجبا عليه، ولكن من حسن العشرة أن يفعل، بل وأن ينام معها على سرير واحد ما أمكن ذلك، لتسود المودة بينهما، وتقوى الألفة، فينعكس ذلك خيرا وبركة على الأسرة باستقرارها، والنشأة الطيبة للأولاد.
وإحسانك إلى زوجك بما ذكرت من إيقاظه للصلوات وللعمل وغير ذلك ينبغي أن يقابله بالإحسان؛ لأن هذا شأن الكرماء، قال تعالى: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان {الرحمن:60}، فهذا شأن أكرم الأكرمين مع أنه سبحانه المنعم المتفضل بما يكون من الخلق من إحسان، ومع ذلك يجازيهم عليه إحسانا.
فوصيتنا لك أن تحاوري زوجك، وتتفاهمي معه بكل هدوء وروية، وبعيدا عن كل عصبية، هذا بالإضافة لكثرة الدعاء، والاستعانة برب الأرض والسماء، مالك القلوب وعلام الغيوب. وكوني على حذر من أي تصرف يمكن أن يستغله الشيطان للوقيعة بينكما، والعمل على ما يكون سببا لتشتيت شمل الأسرة.
والله أعلم.