السؤال
زوجتي ناشز، ولا تحدثني، ولا تقيم معي علاقة، وأنا في الأربعينات من عمري، ووقعت في الزنى عدة مرات من نساء بأجرة، وحاولت التوبة عدة مرات، لكني لا أستطيع جسديا ونفسيا، مع العلم أني لا أقدر على الزواج من أخرى، فبماذا تنصحوني؟ وهل يجب أن أرجم، أم أتخلص من حياتي؟ وكيف أتوب؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأنت -أيها الأخ- على خطر عظيم بإصرارك على هذه الكبيرة الشنيعة، والواجب عليك أن تبادر بالتوبة النصوح.
ويعينك عليها: أن تستحضر خطورة الزنى، وأنه من أشنع الفواحش وأبغضها لله تعالى، وأكثرها تعريضا لعقوبته، وراجع الفتوى: 156719.
ويعينك على ذلك أيضا: مصاحبة الصالحين، وترك بيئة الفساد التي تحملك على مواقعة هذا المنكر، والاجتهاد في الدعاء، ولزوم الذكر، وكثرة الصوم، إذا لم يمكنك الزواج.
ولا يجب أن ترجم، ولا أن تتخلص من حياتك، بل يكفي أن تتوب فيما بينك وبين الله تعالى توبة صادقة نصوحا.
وإن كانت زوجتك -كما تزعم- من النشوز: فعظها، وذكرها الله تعالى.
فإن لم تتب، فعاقبها بما يردعها، من الهجر في المضجع.
فإن كانت لا ترتدع بذلك، فاضربها، مراعيا الضوابط الشرعية لذلك.
فإن لم تستجب، وتترك النشوز مع هذا كله، فطلقها، وتزوج غيرها مستعينا بالله تعالى، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله في عون الناكح الذي يريد العفاف.
وإذا لم يتيسر لك هذا، فلا بد من الاستعفاف، وألا تعرض نفسك لهذه الفاحشة الشنيعة؛ لأنك بذلك تعرض نفسك لسخط الله، وعقوبته العاجلة والآجلة، والله إذا غضب لم يقم لغضبه شيء -نسأل الله أن يتوب عليك-.
والله أعلم.