ترك اليأس من رحمة الله مع الرضا بما قدَّره وقسمه

0 14

السؤال

أنا شاب أتمنى أن أكون ملتزما، وأنا شاب أصلي كل الصلوات، وأحرص على الفجر في المسجد، وما أتاني شخص يطلب مساعدة، أو طرق بابي وخيبته؛ حتى أصبحوا يقصدونني -بعد الله - لكي أساعدهم، وأنا أتصدق -ولله الحمد- بالكثير، ورغم كل هذا فأنا عاص، فأنا أعصي وأتوب، ثم أعود إلى نفس الذنب.
وعندي أيضا أمنية من الله، ولا أرجوها من أحد غيره، وهي أن يعيد لي زوجتي، ومعاصي لم تمنعني أن أساعد عباد الله -الذي هو يرسلهم إلي-؛ لأني أعلم أنه يثق بأني سأستحي منه أن لا أفعل هذا شيخ، هل يعطيني الله أمنيتي رغم معاصي؟ فأنا أدعو الله كل يوم، وعندي ثقة بالله أنه سيجيب دعائي كما أساعد كل من قصدني، وأتصدق، فإن الحيي -عز وجل- يستحي أن يرد داعيا رجاه، موقنا بحسن الظن. أنا أعلم أني عاص، ولكني أتوب ثم أعود، وأحيانا أقدر، وأحيانا أضعف، فهل يحجب الله عز وجل صوتي، وعملي عنه بمعصيتي، أم إنه حين يراني أساعد عباده، وتذرف عيناي دمعا أملا بالغفران، ورجوع زوجتي، يرحمني، ويعطيني ما أتمنى؟ وماذا يفعل من استنفد كل الأسباب التي يعلمها، وتوجه إلى الله، ولكن الله يمتحنه إلى الآن؟ فهل يقبلني الله، ويسمعني رغم معاصي؟
والله إني لا أريد أن أعصي، ولكن نفسي تضعف، فهل يشعر الله بما في قلبي، ويرحمني رغم معاصي؟ وهل يقبل أعمالي التي أحاول التقرب إليه من خلالها، ويتقرب مني؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: 

فالله تعالى بكل شيء عليم، وهو على كل شيء قدير، وهو سبحانه البر الرحيم، فاستمر في دعائه، واللجأ إليه.

ولا تيأس من رحمته سبحانه، فهو سبحانه كريم جواد، وهو قادر على أن يعطيك ما تتمنى وزيادة.

وتب إليه سبحانه توبة نصوحا.

واجتهد في طاعته، فإنه ما نال أحد ما عند الله بمثل طاعته.

وارض بما يقدره ويقسمه لك، فإنه سبحانه حكيم، يضع الأشياء في مواضعها، ويوقعها في مواقعها.

واستمر فيما أنت مقيم عليه من الخير؛ فإن ذلك سبب عظيم من أسباب رحمة الله إياك.

ولا تدع الدعاء، ولا تعجل، فإن الله يستجيب للعبد ما لم يعجل.

ولا تمل من التوبة مهما تكرر منك الذنب، فإن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، وهو سبحانه التواب الرحيم، الذي يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات