السؤال
الإخوة الأفاضل: أنا متزوجة منذ ست سنوات. من بداية زواجي يمنعني زوجي من الخروج إلا برفقة أمه، ولا أحد يزورني إلا بوجود أمه، علما أن والده موجود، ويعيشون في بيت منفصل بالقرب منا.
وقبل سنتين أصبحنا نخرج وحدنا، لكن بقوانين وهي معي لمدة ربع ساعة فقط، أو نصف ساعة، سواء ذهبت للسوق، أو زيارة أحد من صديقاتي. أصبحت أشعر بالاكتئاب والحزن الشديد، دائما أبكي، وأحيانا أضرب أبنائي. لماذا أسجن هل هذا من الدين؟ هل ذنبي أني تزوجت وأنجبت؟ أشعر أنني أسيرة في هذه الدنيا. أدعو عليه دوما وعلى أمه؛ لأنهما السبب في حزني وألمي. كنت سابقا أعمل في مؤسسة وأحفظ القرآن في مراكز التحفيظ. الآن لا أدري من أنا وكيف كنت؟
أرجوك ما الحل للخروج من هذا الحزن وتغيير الواقع؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنرجو الله تعالى أن يفرج عنك همك، وأن يمن عليك بالراحة والسعادة، وأن يصلح الحال بينك وبين زوجك، إنه على كل شيء قدير.
وليس من حق زوجك منعك من الخروج إلا برفقة أمه خاصة، وكذلك عدم زيارة أحد لك إلا بوجودها، ففي هذا تضييق عليك وإيقاع لك في الحرج، وهو مما لا يجوز شرعا. والزوج مأمور شرعا بأن يعامل زوجته بالمعروف قال تعالى: وعاشروهن بالمعروف {النساء:19}.
قال السعدي في تفسيره: على الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف، من الصحبة الجميلة، وكف الأذى، وبذل الإحسان، وحسن المعاملة. اهـ.
وهذا التضييق ليس من المعروف في شيء.
وأما الحل فيكمن في عدة أمور، ومنها:
أولا: الصبر، فقد أمر الشرع به في الكتاب والسنة، وحث عليه، وبين فضله وحسن عاقبته في الدنيا والآخرة، وفي الفتوى: 18103، بيان جملة من فضائل الصبر، فراجعيها.
ثانيا: الدعاء، فهو مفتاح للخير، وبه يحقق المسلم ما يأمل، ويدفع عنه ما يخاف ويحذر. والرب الكريم أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، فقال: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين {غافر:60}.
فارفعي يديك بالضراعة إلى الله سبحانه أن يصلح الحال، ويرزقك زوجك الرشد والصواب.
ثالثا: الحوار مع زوجك بالحسنى، والتفاهم معه لوضع أسس سليمة للتعامل بينكما في الحياة الزوجية، فلا يتدخل فيها أحد إلا أن يكون تدخله من أجل الخير والإصلاح.
وإذا كانت أمه متسلطة عليه، وهي السبب في أمره بمنعك من الخروج إلا معها، فليعمل على مداراتها واتقاء سخطها، ولكن من أي سبيل آخر غير تنفيذ أمرها بهذا الخصوص أو الإضرار بك.
رابعا: ينبغي لزوجك أن يعينك على سبل الخير كالخروج لزيارة أرحامك، وحضور مجالس الذكر والعلم، فهذا مما يجلب المودة بينكما، وتحسن به العشرة.
وننبهك إلى بعض الأمور:
الأمر الأول: أنه مهما أصابك من الإحباط، فكوني على حذر من أن ينعكس ذلك سلبا على الأولاد، أو يكون منك ضرب واعتداء عليهم، فهذا مما لا يجوز شرعا. وراجعي الفتوى: 322105، ففيها بيان بعض الضوابط في ضرب الأولاد.
الأمر الثاني: لم يتبين لنا حقيقة الظلم الذي وقع عليك من زوجك أو أمه، ولكن على وجه العموم فإن العفو عن الظالم أفضل، وفيه من الثواب ما فيه.
والله أعلم.