السؤال
إذا كان صديقي لا يصلي، ويتهاون في الصلاة، ولم أنصحه، فهل أنا مرتكب ذنبا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فترك الصلاة من أعظم المنكرات، وإنكار المنكر واجب، على من علم به، وقدر عليه، ومن تركه، فقد أثم؛ إلا أن يقوم به غيره من الناس؛ لأن إنكار المنكر من فروض الكفايات، فلا يأثم الفرد إذا ترك إنكار المنكر، ما دام غيره قائما بذلك الواجب، ويأثم الجميع إذا لم ينكره أحد منهم، ويعرضون أنفسهم للعقوبة، ففي الحديث: إن الناس إذا رأوا المنكر لا يغيرونه، أوشك أن يعمهم الله بعقابه. رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجه.
قال الإمام النووي في شرح مسلم: إن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فرض كفاية، إذا قام به بعض الناس، سقط الحرج عن الباقين؛ وإذا تركه الجميع، أثم كل من تمكن منه، بلا عذر، ولا خوف. ثم إنه قد يتعين، كما إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هو، أو لا يتمكن من إزالته إلا هو... اهـ.
فينبغي لك -أيها السائل- أن تبادر إلى الإنكار على ذلك الرجل بحكمة، ولطف، وتنصحه.
فإن أصر على ترك الصلاة، فاعلم أنه لا خير لك في صحبة تارك الصلاة، واتخاذه خليلا، وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي. رواه أبو داود، والترمذي.
والله أعلم.