السؤال
أنا متزوجة، ولدي طفل. حدثت خلافات بسيطة مع زوجي، تتعلق بأشياء يومية، أو روتينية، وليست أمورا مفصلية، وهو مسافر. كان موجودا عندنا قبل شهر تقريبا، ورجع إلى عمله.
غضب مني؛ فقطع كل وسائل التواصل معي ومع ابنه، فلم يسأل عنا، ولم يتكلم معنا أبدا. يتواصل مع أهله كلهم، ويطمئن عليهم، ولا يسأل عني ولا عن طفلي، ولا أخطر بباله.
حاولت أن أتكلم معه أكثر من مرة، وأن أبعث له، لكنه رفض، وقال إنه لا يريد أن يكمل حياته معي؛ فقط لأنني كنت أقول له: لماذا تظل مشغولا عني. وكان عندي شعور أنه يمكن أن يكون مشغولا مع امرأة أخرى.
لا أعرف ما هو الحكم الشرعي؟ ما الحل معه؟
أنا لا أريد أن يخرب بيتي، ولا أريد أن نصل للطلاق مثل ما يفكر هو.
المشكلة أنه سريع التأثر بمن حوله. ويغير معتقداته يتأثر بأمه بأخواته. يحكي معهن، يطمئن عليهن كلهن عن زوجته وابنه، لكنه إذا غضب يترك السؤال عنا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن أهم مقاصد الشرع من الزواج أن تكون الأسرة مستقرة، وأن يعاشر كل من الزوجين الآخر بالمعروف، كما قال تعالى: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف {البقرة:228}.
وينبغي أن يحرص الزوجان على التفاهم فيما بينهما بأدب واحترام، وأن لا يجعلا للشيطان مدخلا، فينشر بينهما البغضاء، وقد يكون بعده الفراق، وهو غاية مناه، كما بينا في الفتوى: 26407.
وإن كان زوجك هاجرا لك، ولا يسأل عنك ولا عن ابنه؛ فقد أساء، فهجر الزوجة له ضوابطه الشرعية، وقد بيناها في الفتوى: 71459.
ونوصيك بكثرة الدعاء أن يصلح الله الحال بينكما، فالأمر كله عنده سبحانه، ونواصي الخلق بيده عز وجل، وهو يجيب من دعاه، قال تعالى: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون {البقرة:186}.
واستعيني عليه ببعض المقربين إليه والعقلاء من أهله -إن احتجت لذلك- ليسعوا في الإصلاح، ويبينوا له سوء عاقبة الطلاق إن كان يفكر في المصير إليه.
والله أعلم.