السؤال
ما حكم تحدث الرجل مع الفتيات عبر الإنترنت؟ وما هي الطريقة للتخلص من هذه العادة السيئة، علما أنه متزوج، ولديه ولدان، ولا ينقصه شيء. وحاولت بشتى الطرق أن أنصحه وأبعده عنها ولكن بدون جدوى. في الفترة الأخيرة أصبح مهملا للصلاة، وشديد اللهجة والعصبية ومتقلب المزاج، وأصبح يشتم ويسب بلا سبب. لقد تعبت كثيرا وأصبحت أنفر منه. ما الحل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمحادثة الرجل للفتيات الأجنبيات أمر منكر، وباب من أبواب الشر والفساد وسبب للفتنة، ولذلك شدد الفقهاء في المنع منه إلا لحاجة، ووفقا للضوابط الشرعية من عدم الخلوة، أو الخضوع في القول، ونحو ذلك مما يثير الغريزة الجنسية، وراجعي الفتوى: 21582، والفتوى: 202021. وكون هذا الفعل يصدر عن رجل متزوج، يشتد به النكير ويعظم به الإثم.
وكونه يصير حاله إلى الإهمال في الصلاة، وعصبية المزاج والوقوع في السب والشتم، فقد يكون هذا أثرا من آثار المعصية، قال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير {الشورى:30}، وقال بعض السلف: إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها، ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها.
فنوصي بالدعاء له بخير، وأن تتزين زوجته له وتحسن التبعل، فلعل ذلك يصرفه عن التفكير في غيرها. وينبغي الحرص على مناصحته بالحسنى وتذكيره بالله عز وجل، ودعوته إلى التوبة.
فإن أناب إلى ربه وتاب واهتدى، وخاصة فيما يتعلق بالصلاة، والمحافظة عليها. فالمرجو أن يحمله ذلك على إصلاح ما بقي، فقد قال الله سبحانه: وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون {العنكبوت:45}.
ويمكن أن تخبري من المقربين إليه من يناصحه إن اقتضى الأمر ذلك. فإن لم يصلح حاله، فانظري في أمر فراقه إن لم توجد مصلحة راجحة في البقاء في عصمته.
قال البهوتي الحنبلي: وإذا ترك الزوج حقا لله تعالى، فالمرأة في ذلك مثله، فيستحب لها أن تختلع منه؛ لتركه حقوق الله تعالى. اهـ.
والله أعلم.