التوبة من الغيبة وظلم الناس

0 13

السؤال

أنا كنت أغتاب الناس، وأظلمهم حقوقهم، وأريد منكم نصيحة؛ كي لا أخسر الآخرة. واعلموا أني توقفت عن هذا الفعل، لكني أخاف أن يأخذوا حسناتي، ولا أريد أن أخبرهم؛ لأني نسيت الذين اغتبتهم، فهل من نصيحة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فالحمد لله الذي هداك للتوبة من هذا الذنب العظيم، ونسأله سبحانه أن يثبتنا وإياك على الصراط المستقيم، ويعيننا وإياك على طاعته بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه.

واعلمي أن للتوبة شروطا، يلزم تحقيقها: أولها: الإقلاع عن الذنب، وثانيها: الندم على ما فات من فعله للذنب، وثالثها: العزم أن لا يعود إليه فيما بقي من حياته، ويزاد شرط رابع وهو: رد المظالم إلى أصحابها، أو استحلالهم منها، وطلب المسامحة منهم، إذا كان الذنب فيه حقوق للآدميين، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كانت عنده مظلمة لأخيه، فليتحلله منها؛ فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته. فإن لم يكن له حسنات، أخذ من سيئات أخيه، فطرحت عليه. رواه البخاري.

وتحقيق هذا الشرط هو محل سؤالك، فإن رد المظالم القابلة للرد، وهي المظالم المالية، أمر واجب، إن لم يعف أصحابها، أو ورثتهم، إن كانوا قد ماتوا.

وكذلك يجب التحلل من أصحاب المظالم غير القابلة للرد، ومنها الغيبة، ولكن إن كان المظلوم لا يمكن الاستحلال منه بسبب وفاته، أو بسبب كون ذكر ذلك تترتب عليه مفاسد، فالأولى ستر الموضوع، والتوبة، والإكثار من الاستغفار للمظلوم، والدعاء له، والثناء عليه بالخير أمام الناس، مع إكثار التائب من العمل الصالح.

وراجع هذه الفتاوى؛ للاطلاع على كلام أهل العلم المفصل في هذا الموضوع: 18180، 24940، 120912، 119222، 113925.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات