السؤال
هل يحصل صاحب المركبة المسلم الذي يفسح الطريق لأصحاب المركبات من إخوانه مثل أجر المسلم الذي يفسح لإخوانه في المجالس؟ وهل يفسح الله له؟ فقد لاحظت أن كثيرا من الناس لا يفكر في إخوانه، ويسوق مركبته في منتصف الطريق؛ بحيث لا يترك مجالا للآخرين. وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن هذه الآية الكريمة: يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير {المجادلة:11}، نزلت -كما هو معلوم- في التوسع في المجالس، بل قيل: إنها في مجالس خاصة.
قال ابن الجوزي في زاد المسير: وفي المراد بالمجلس ها هنا ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه مجلس الحرب، ومقاعد القتال ...
والثاني: أنه مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله مجاهد ...
والثالث: مجالس الذكر كلها ... اهــ.
ومع ذلك؛ فإن إفساح الطريق للناس، لا شك أنه من حسن الخلق، ويثاب عليه فاعله، ثم إن من سنة الله في خلقه أن الجزاء من جنس العمل، فقد يفسح الله تعالى للعبد الدنيا، كما أفسح الطريق للناس، قال ابن عثيمين -رحمه الله تعالى: {يفسح الله لكم} يعني: يوسع لكم الأمور؛ لأنكم وسعتم على هذا الداخل، فيوسع الله عليكم؛ لأن الجزاء من جنس العمل، فمن عامل أخاه بشيء، عامله الله تعالى بمثله. اهــ.
والله أعلم.