السؤال
أنا شابة مسلمة، تعرفت إلى شاب في الفيسبوك، ورغم أخلاقي وخوفي من الله، إلا أنني خالفت شرع الله عندما سمحت له برؤية بعض جسدي من خلال الشاشة، ومنذ ذلك اليوم وأنا أستغفر الله العظيم، وقلبي يتألم من الذنب، وأبكي خوفا من العقاب الإلهي، وخوفا من ألا يغفر الله لي، فأرجو منكم أن تدعوا لي، وأن تطفئوا النار التي تحرقني، واعذروني، فأنا أخاف الله، ولكني أذنبت وعصيت الله.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يغفر لك، ويقبل توبتك.
والخوف من عاقبة الذنب برهان على الإيمان، فالمنافق لا يخاف ذنوبه، وقد روى البخاري عن عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- أنه قال: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل، يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه، فقال به هكذا، قال أبو شهاب: بيده فوق أنفه. اهــ.
واعلمي أنه لا مكان في قلب المؤمن للقنوط من رحمة الله تعالى، وكما أن الله تعالى يكره الذنوب، فهو يحب المغفرة، وقد جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا؛ لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله، فيغفر لهم. رواه مسلم. وفي صحيح البخاري عنه أيضا أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن عبدا أصاب ذنبا -وربما قال: أذنب ذنبا-، فقال: رب، أذنبت -وربما قال: أصبت-، فاغفر لي، فقال ربه: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنبا، أو أذنب ذنبا، فقال: رب أذنبت -أو أصبت- آخر، فاغفره؟ فقال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبا، وربما قال: أصاب ذنبا، قال: قال: رب، أصبت -أو قال: أذنبت- آخر، فاغفره لي، فقال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ به؟ غفرت لعبدي ثلاثا، فليعمل ما شاء.
فاستقبلي ما بقي من عمرك بالتوبة، والاستغفار، وحسن الظن بالله تعالى، وأبشري بمغفرته، وانظري الفتوى: 124003.
والله أعلم.