السؤال
أسأل الله أن يبارك فيكم وفي جهودكم، وما قدمتم للمسلمين. وجزاكم الله خيرا.
أنا شاب عمري خمس وعشرون سنة، الحمد لله من الله علي بالصلاة، واتباع شرعه، ومحبة العلم الشرعي والتفقه في الدين. ولله الحمد.
منذ سنتين تقريبا، لاحظت من نفسي تغيرا في استقامتي، بدأت في التذبذب والرجوع إلى الخلف، فأصبحت لا أحافظ على النوافل والطاعات وبدأت أتهاون شيئا ما، إلى أن أصبحت أقع في المعاصي والذنوب، ثم أتوب. ولم تبق لي قدرة على غض البصر، ثم ساء الحال فأصبحت أنظر إلى المحرمات، والأفلام الخليعة؛ مما يؤدي بي إلى العادة السرية الخبيثة. فإذا فعلت ذلك ندمت ندما شديدا، وعزمت على عدم الرجوع لكن سرعان ما تمر الأيام أو شهر فأعاود الرجوع، إلى أن أصبحت مدمنا على مشاهدة هذه الأفلام وتلك العادة الخبيثة.
فما توجيهكم لي في الخلاص من هذه المصيبة التي أصبت بها بما كسبت يدي.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تتوب إلى الله توبة نصوحا من هذه الذنوب والمعاصي، وكلما أذنبت فتب، فإذا عدت وأذنبت فتب، ولا تمل من التوبة ما دامت روحك في جسدك، ولا تستسلم للشيطان ووساوسه.
ويعينك على تلك التوبة النصوح أن تصحب الصالحين الذين ينبهونك إذا غفلت، ويذكرونك إذا نسيت؛ ففي صحبتهم الخير الكثير.
وأن تدمن الفكرة في الموت وما بعده من الأهوال العظام والخطوب الجسام، وتفكر كذلك في الجنة وما أعد الله لأهلها من الكرامة، والنار وما أعد الله لأهلها من الهوان.
وتعلم أن الجنة سلعة الله الغالية، فهي لا تنال بالهوينا، ولا الدعة، ولا يدركها البطالون المستسلمون لرغبات النفوس وأهوائها وشهواتها.
فاحمل على نفسك حملة صادقة، ومزق حجب الغفلة، واقفز على أسوار البطالة، وليكن لسان حالك: وعجلت إليك رب لترضى.
والزم الذكر والدعاء؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وتفكر في أضرار المعاصي وعقوباتها العاجلة والآجلة.
واعلم أن كل ما يصيب العبد من شر فإنما هو بسبب ذنوبه ومعاصيه، كما قال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير {الشورى:30}.
وراجع للأهمية كتاب: الداء والدواء للمحقق ابن القيم -رحمه الله- وأكثر من الحسنات الماحيات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات.
والزم تعلم العلم الشرعي، فإنه بإذن الله من أعظم العواصم من الزلل والوقوع في الفتن، هداك الله لأرشد أمرك.
والله أعلم.