وجوب التعويض والتكفير عن الظلم الذي ألحقته بالموظف

0 13

السؤال

طلبت من إحدى الشركات التي توصل الطعام. وعندما وصل المندوب كان حسابه 97 ريالا؛ فأعطيت أخي الصغير 100 ريال، وطلبت منه أن يعطي المندوب ويعيد الباقي، لكنه أخبرني أن المندوب لا يوجد لديه صرف، فبحثت ووجدت 97، وأعطيت أخي وأخبرته أن يعيد ال100 ريالا فأخذ المندوب 100 ريال، وريالين ووضع 5 ريال في الكيس، فظن أخي أنه سرقه؛ لأنه أخذ منه المال بأسلوب فظ؛ فأرسلت للمندوب وقلت له: لماذا تسرق؟ قال: لم أسرق، وأسأل الله إذا كنت ظلمتني أن يكفنك بكفن من جهنم. فرفعت بلاغا للشركة بالسرقة، وعندما كنت أجمع الأكياس لأرميها وجدت النقود، فحاولت أن أسحب البلاغ، فلم تستجب الشركة وأغلقت المحادثة مع المندوب؛ لأني رفعت بلاغا.
الآن أنا خائفة؛ لأني ظلمته ولا أعلم ماذا أفعل؟ وأخاف أن يستجيب الله دعوته، لم أستطع النوم من الأمس، وقد عوضتني الشركة بمبلغ 15 ريالا، وكتبت أنه تم معاقبة الرسول، لكن لا أعلم ما هي العقوبة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله أن يتجاوز عنك، ويتعين عليك التواصل مع الشركة بكل السبل الممكنة، وبيان حقيقة الأمر لها، ولن يعجزك ذلك إن كنت صادقة في إبراء ذمتك، والتكفير عن الظلم الذي ألحقته بالموظف.

ويتعين عليك كذلك التواصل مع الموظف للتحلل منه بطلب العفو والسماح منه، وتعويضه أيضا عن الضرر المادي إن حصل ولم يسامحك فيه.

وعليك أيضا بالإكثار من الاستغفار، ومن الدعاء لذلك الموظف المظلوم بالخير.

قال ابن تيمية: والاستغفار من أكبر الحسنات، وبابه واسع. فمن أحس بتقصير في قوله أو عمله أو حاله، أو رزقه أو تقلب قلب: فعليه بالتوحيد والاستغفار؛ ففيهما الشفاء إذا كانا بصدق وإخلاص.

وكذلك إذا وجد العبد تقصيرا في حقوق القرابة والأهل والأولاد والجيران والإخوان. فعليه بالدعاء لهم والاستغفار. قال حذيفة بن اليمان للنبي صلى الله عليه وسلم: إن لي لسانا ذربا على أهلي. فقال له: أين أنت من الاستغفار؟ إني لأستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة. اهـ. من مجموع الفتاوى.

وراجعي الفتاوى: 156007 - 133018 - 236200.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات