السؤال
أنا شخص كنت غير ملتزم، ولكن بعد رؤية أفزعتني التزمت، والحمد لله. كنت من قبل لصا أسرق بدون مبالاة، ولا أهتم لمشاعر الناس،
وتبت عن السرقة، والتزمت، وأصبحت مؤذنا لمدة سنة ونصف، ودخلت الجامعة، ودخلت القسم الديني (الدراسات الإسلامية)، ولكن بعد سنتين ونصف من التزامي لم أعد قادرا على الالتزام بالفروض الخمسة، ولكني أحب أن أتعلم ديني، وأحب أن أقرأ في الأحاديث، ولما أقرأ القرآن، أو أستمع له قلبي يصبح لينا، وتدمع عيني، ولا أريد أن يراني أحد وعيني تدمع؛ كي لا يكون في عملي رياء، وعندما أرى أصحابي المقصرين آمرهم بالصلاة والصدقة، وتجنب الفوحش لعلهم يكونون خيرا مني.
ودعوت الله أن يرزقني الاستقامة، وكل مرة أحاول الرجوع، وأتطهر، وأغتسل، وأصلي، ولكن أعود، ولا أكمل إلا فرضا واحدا، أنا لم أتعجل في الدعاء، ولا زلت واثقا بالذي فطرني أنه سيهدين، ولكن تعبت من نفسي. أرجو منكم الإفادة إذا كان لديكم شيء ترشدونني به، ربما كنت أغفل عنه.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي تاب عليك أولا، ونسأله تعالى أن يتم عليك نعمة الهداية، واعلم -هداك الله- أن الواجب عليك لتكمل توبتك من السرقة أن ترد المسروقات إلى أصحابها، وعليك أن تحافظ على جميع الفرائض، فلا تخل بشيء منها، وخذ من النوافل بالقدر الذي تستطيع المواظبة عليه، ثم ازدد تدريجيا.
واعلم أن إخلالك بالفرائض خاصة الصلاة من أعظم الكبائر، وأشنع الموبقات، وانظر الفتوى: 130853، فاستحضر خطر تلك المعصية العظيمة، وأنها تعرضك لعقوبة الله العاجلة والآجلة، فإذا أدركت عظيم خطر ذلك حافظت على الصلاة ولم تقصر فيها.
ويعينك على ذلك التفكر في الموت، وما بعده من الأهوال العظام والخطوب الجسام، والتفكر في الجنة، وما أعد الله لأهلها من الكرامة، وفي النار وما أعد الله لأهلها من الشقاوة، والتفكر في نعم الله عليك، فتستحيي أن تقابل نعمه تعالى بالكفران، وتخشى سلب تلك النعم إن أنت أصررت على المعصية، قال تعالى: وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد {إبراهيم:7}.
واصحب الصالحين، واترك مجالس اللهو والبطالة، ودع عنك مصاحبة البطالين الكسالى الذين يحولون بينك وبين الطاعة، وأكثر من الدعاء بالثبات على الاستقامة، فإن الهدى هدى الله.
والله أعلم.