السؤال
أنا طالبة مجتهدة، اعتاد أهلي مني ذلك، فكان طموحهم أن أدخل كلية الطب، فدخلت، وبدأت، ونجحت في أول ترم، ولكن نجحت مع تعب لا أستطيع تحمله مرة أخرى، فأخبرتهم بأني أريد التحول لأي مجال طبي غير الطب البشري؛ لكي أعيش حياة متوازنة، ولكنهم رفضوا، وأخبروني أنه لو لم أكمل الطب سأجلس في المنزل بدون تعليم، بعدا عن شماتة الأهل والناس، وأخبرتهم أني لا أستطيع تحمل الطب أبدا، وأنه شيء لا يعجبني، فقالوا لي: لقد خيبت أملنا، وما زالوا حزينين جدا مني، وطوال الوقت لا أرى الرضى في أعينهم، وأنا الآن أشعر بالحزن والإحباط، وبين دوامة الحياة الصعبة مع الطب أو مع دوامة عدم رضى أهلي عني. فأرجوكم أريد حلا يساعدني.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على رضا أهلك عنك، ونسأله تعالى أن يحقق لك ذلك.
ويبدو أنك أغريتهم بسبب ما كان منك من اجتهاد، فتعلقت رغبتهم بدراستك للطب ليكون ذلك فخرا لهم. ومعلوم أن دراسة الطب فيها كثير من المشقة، وتحتاج إلى اجتهاد ومثابرة، فإن أمكنك أن تتحملي ذلك من غير ضرر، فتكملي دراسة الطب، وتكسبي رضاهم، فينبغي أن تفعلي، فرضا الوالدين خاصة له فضله ومكانته العظيمة في الشرع.
روى الترمذي في السنن عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رضا الرب في رضا الوالد.... الحديث.
ومواصلتك دراسة الطب تقيك أمر ما توعدوك به من منعك من الدراسة في أي تخصص آخر.
وإن كان يصعب عليك تحمل مشقة هذه الدراسة، أو خشيت منها ضررا عليك، فحاولي إقناعهم بالسماح لك بالدراسة في تخصص آخر، وسلطي عليهم من ترجين أن يكون له تأثير عليهم، فإن سمحوا لك فالحمد لله، وإلا فلا يجب عليك طاعتهم في هذه الدراسة، وسبق أن بينا أنه لا يجب على الولد طاعة والديه في دراسة تخصص معين لا يرغب فيه الولد، وانظري الفتوى: 312169.
والله أعلم.