السؤال
تقدم لي شاب، وصليت الاستخارة، ورأيت رؤيا أنه عندنا في البيت، ويسألني عن شيء بخصوص دراستي، وكنت خائفة منه، وأقرأ المعوذتين في وجهه، وفهمت من معنى الرؤيا أنه ليس من نصيبي، لكنه يحبني، ومتمسك بي جدا، وهو بالنسبة لي عادي ومقبول، وقد كلم كل أقاربي، ليقنعوني أن أوافق، وفي الآخر قلت لهم: لا؛ من أجل الرؤيا التي رأيتها، وكررت الاستخارة أكثر من مرة، وكل مرة أسمع عن شخصيته كلاما غير جيد، بعد الاستخارة مباشرة، فهل تصرفي هذا صحيح أم لا؟ مع العلم أنه خطب غيري الآن، وقد تضايقت عندما عرفت أنه خطب، فهل ما عملته صحيح؟ أم إني ضيعت فرصة إنسان كان يحبني؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد كان الصواب ألا تعولي على الرؤيا التي رأيتها بعد الاستخارة، فالراجح عندنا أن المستخير يمضي في الأمر بعد الاستخارة، ولا يتركه إلا أن يصرفه الله عنه، جاء في مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: واختلف في ماذا يفعل المستخير بعد الاستخارة: فقيل: يفعل ما بدا له، ويختار أي جانب شاء من الفعل والترك، وإن لم ينشرح صدره لشيء منهما، فإن فيما يفعله يكون خيره ونفعه، فلا يوفق إلا لجانب الخير، وهذا لأنه ليس في الحديث أن الله ينشئ في قلب المستخير بعد الاستخارة انشراحا لجانب، أو ميلا إليه. كما أنه ليس فيه ذكر أن يرى المستخير رؤيا، أو يسمع صوتا من هاتف، أو يلقى في روعه شيء، بل ربما لا يجد المستخير في نفسه انشراحا بعد تكرار الاستخارة، وهذا يقوي أن الأمر ليس موقوفا على الانشراح. انتهى. وانظري الفتوى: 123457.
وعلى أية حال؛ فما دام الخاطب قد انصرف، وخطب امرأة أخرى، فلا تحزني على فواته، وفوضي أمرك لربك، وأحسني الظن به، فإنه لطيف بعباده.
والله أعلم.