من صدق التوبة اجتناب أسباب المعصية وقطع الطرق الموصلة إليها

0 14

السؤال

أنا شاب غير متزوج، وبفضل الله أصلي، وأحفظ القرآن، وأعمل في أحد الأماكن، ومعي فتاة متزوجة، وتعلقنا ببعض، وكدنا نقع في علاقة محرمة، ولكن -الحمد لله- لم تتم، وبعدها استغفرت الله، وعزمت ألا أعود مرة أخرى لفعل ذلك.
ولأننا في مكان واحد، فقد تكلمنا مع بعض مرة أخرى على الواتساب، وقلت لها: إن كان بيننا كلام، فسيكون في الدين، ووجهتها إلى الله، وما زالت تصلي، وتقرأ القرآن، وتذكر الله، ولكننا نكلم بعضنا من وراء الناس، ولكن في كلام لا يغضب الله، ودائما أحثها على طاعة زوجها، والتخلق بخلق حسن، وهي تفرح لذلك، وتقول: لقد عوضني الله بك، وكلما قلت لها: إن علاقتنا حرام؛ حتى لو كنا نتكلم في الدين، طالما كان ذلك من وراء زوجك، تقول لي: ليس لي إلا أنت، ومن غيرك سيقول لي هذا، فأنت أخي، ونحن لا نفعل شيئا خاطئا، وما يؤلمني أني تعلقت بها أكثر منها، وأقول: لن أكلمها، ثم أعود وكلمها، ولا أعرف ماذا أفعل؟ وماذا أقول لها لأجعلها تبتعد عني دون مشاكل، ولا غضب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فلا ريب في كون علاقتك بتلك المرأة علاقة محرمة، وإذا كان الله قد عصمك من الوقوع معها في الفاحشة الكبرى، فإنك لم تصدق في التوبة إلى الله تعالى، فالتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه.

ومن صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية، ويقطع الطرق الموصلة إليها، ويحسم مادة الشر، ويحذر من اتباع خطوات الشيطان.

فما حصل بينك وبين المرأة بعد ذلك من المراسلة، والمحادثة، فهو منكر ظاهر، ودليل على عدم الصدق في التوبة.

فالواجب عليك أن تبادر بقطع علاقتك بهذه المرأة بالكلية.

ولا تخدع نفسك بأن الكلام معها في أمور الدين، والتعاون على الخير، فكل ذلك من استدراج الشيطان، وخداع النفس.

فاحسم الأمر بلا تهاون، واتق الله، ولا تتعلل بخشيتك على المرأة من قطع العلاقة؛ فالله أحق أن تخشاه وتحذر غضبه وعقابه.

وبادر بإعفاف نفسك بالزواج؛ فإنه حصن من فتنة النساء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات