علاج وسوسة الشيطان للعبد بالانتحار والعجز عن التوبة

0 25

السؤال

كان عمري سبع سنين، وكنت في ناد أنا وقريبتي نلعب، والوقت متأخر، ولا يوجد غير أربعة أفراد أمن، وأنا وقريبتي فقط في الملاهي، أحد أفراد الأمن شدني أنا وقريبتي، وقبلنا بالإكراه على فمنا، ونحن ركضنا للخارج، لنروح لأهلنا، وأنا أجري لقيت أبي، قلت له في واحد بصق في فمي، ولأني صغيرة، لم أكن فاهمة، قال لي أبي: أنت أهل لذلك؛ لأنك ذهبت تلعبين وحدك، ورحنا قعدنا مع عائلتي. ومن ساعتها، وأنا أتضايق من أبي بسبب الموقف هذا، لكن أحبه، وأقول لعله كان يظن أني أقول كلام أطفال.
وموقف ثان: كان عندي سبع سنين، وأنا وقريبتي كنا نلعب لعبة، وهي أنها دكتورة، ولا أتذكر غير مشهد دائما يظهر قدام عيني، وهو أني عارية من الجزء السفلي، وقريبتي واضعة أصابعها على مهبلي وبداخله، وكأنها تكشف علي، وهذا حصل لثوان، ورأيت أمي واقفة خلف باب الغرفة، وتنظر إلينا وصمتت، ولم تفعل شيئا، ولا أتذكر إذا كنت لعبت أنا وقريبتي نفس اللعبة مرة أخرى أم لا؟
وفي عمر 11 سنة كنت في المدرسة، ولعبت مع صديقاتي البنات لعبة عريس وعروسة، وقبلنا بعضا من الفم، وعملنا هكذا عدة أيام، ورأيت قناة دينية تقول إنه حرام، وبعدها قلت لصاحباتي إنه حرام، ولم نعمل هكذا مرة أخرى.
ممكن تكون هذه المواقف أثرت علي وعلى نفسيتي، أو على طبيعتي؛ لأني لا أحس أني طبيعية نفسيا، ولما صار عندي13 سنة بدأت أفكر في الجنس، وأدمنت الأفلام الإباحية، وتعمقت لدرجة مشاهدة الشذوذ، وعرفت العادة السرية، وأصبحت أمارسها، وأدمنت كل هذا، وأكثر من رمضان تفرجت فيه على أفلام إباحية، وعملت العادة السرية، وأنا صائمة، وأعلم أنه خطأ، ومن سنة نزلت تطبيقا عبارة عن شات جنسي، وتكلمت مع عدة أشخاص، أكثر من مرة.
دمرت حياتي، وعملت هذه الأخطاء، مع أني أكرهها، ولا أعرف لماذا عملت هذا، وزني زاد، ولا أقدر ألتزم بالصلاه أكثر من يومين، حياتي سيئة، ومملة، وفارغة، أنام كثيرا، ليس لي صاحبات، أكره نفسي، أحس أن كل الناس تكرهني، وان أهلي لا يحبونني، ويحبون أخواتي أكثر مني، أصبحت نفسي أنتحر أو أموت، مع أني أخاف من الموت؛ لأني خائفة أن أقابل ربنا وأنا هكذا بكل هذه الذنوب، أصبحت أكره نفسي وأريد أن أنتهي من الحياة كلها، أحس أني خلقت لأعمل ذنوبا، أو أعذب. تعبت، وكرهت كل شيء، الآن عندي 19 سنة، وأحس أني عندي60 سنة. لا أذهب إلى الجامعة، ولا إلى أي مكان، دائما نائمة في السرير، حتى لا أقوم أتحرك، أنا أعرف أني عملت أشياء خاطئة، وليس لي عذر أو مبرر. الآن أوقفت كل هذه الأمور، وأتمنى أن يسامحني الله، ويغفر لي. أنا والله أحب ربنا، وليتني ماعملت كل هذه الأمور. مخنوقة، ودائما مكتئبة، وأريد أن أنتحر دائما. ساعدوني، ولي أسبوع أصلي كل الفروض.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله أن يفرج كربك، ويشرح صدرك، ويتوب عليك توبة نصوحا، واعلمي أن الانتحار كبيرة من أكبر الكبائر، ومعصية عظيمة لا يقدم عليها مؤمن، فالمؤمن لا ييأس من رحمة الله أبدا، ومهما نزل به من ضر أو اشتد عليه البلاء، فهو مطمئن النفس قوي القلب؛ لأن له ربا بيده ملكوت السماوات والأرض، ولا تخفى عليه خافية، وهو سبحانه أرحم بالعبد من أمه وأبيه ونفسه التي بين جنبيه.

فاتقي الله، واعتصمي به، وفوضي أمرك إليه، واحذري أن يستدرجك الشيطان إلى مثل هذه الخواطر المريضة، وراجعي الفتوى: 10397.

واعلمي أن الذنب مهما عظم، فإنه لا يعظم على عفو الله، فمن سعة رحمة الله، وعظيم كرمه أنه يقبل التوبة، بل إن الله يفرح بتوبة العبد، ويحب التوابين، ويبدل سيئاتهم حسنات، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه.

فبادري بالتوبة إلى الله والإقبال عليه، واحذري من تخذيل الشيطان، وإيحائه لك باليأس، والعجز عن التوبة والاستقامة، فذلك من وسوسته ومكائده، فإن التوبة من هذه الذنوب يسيرة بإذن الله تعالى، وراجعي الفتوى: 23231، والفتوى: 7170.

ولا تستسلمي لدواعي الكسل والعجز، واستعيني بالله تعالى، وتوكلي عليه، واحرصي على تنظيم أوقاتك، وترتيب أعمالك، وأول ما يجب عليك الاهتمام به الصلاة فهي عمود الإسلام، ومفتاح كل خير، قال تعالى: واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين. البقرة (45).
قال السعدي –رحمه الله-: أمرهم الله أن يستعينوا في أمورهم كلها بالصبر بجميع أنواعه، وهو الصبر على طاعة الله حتى يؤديها، والصبر عن معصية الله حتى يتركها، والصبر على أقدار الله المؤلمة فلا يتسخطها، فبالصبر وحبس النفس على ما أمر الله بالصبر عليه معونة عظيمة على كل أمر من الأمور، ومن يتصبر يصبره الله، وكذلك الصلاة التي هي ميزان الإيمان، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، يستعان بها على كل أمر من الأمور. اهـ

وأكثري من ذكر الله، والإلحاح في دعائه، وأحسني الظن بالله ، فهو سبحانه عند ظن عبده ، فعن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: قال الله عز وجل أنا عند ظن عبدى بي وأنا معه حيث يذكرني، والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة، ومن تقرب إلى شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلى ذراعا تقربت إليه باعا، وإذا أقبل إلى يمشي أقبلت إليه أهرول. رواه مسلم.

وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات