السؤال
شكرا لكم على هذا الموقع المبارك المفيد.
أنا شاب ملتزم، محافظ على صلاتي، وأصلي في الصف الأول قدر الإمكان، ولي ورد من القرآن حفظا وقراءة، ومحافظ على الأذكار، وطلب العلم، وأحاول التقرب من الله دائما، ولدي مشكلة دمرت حياتي، وعلى وشك إبعادي عن الله، ألا وهي إدمان الإباحية، والاستمناء.
أعلم أنكم أجبتم عن هذا الموضوع مئات المرات، ولكن أرجو منكم أن تجيبوا عن سؤالي، فقد قرأت مئات المقالات، والإجابات، واستمعت إلى مئات الدروس الدينية، والعلمية المتخصصة في هذا الموضوع.
وضعت أكثر من برامج حجب، وقللت استخدامي للإنترنت جدا، وأدخلت عادات جديدة في حياتي من قراءة، ورياضة، وما إلى ذلك.
وفعلت كل ما أستطيع لأبتعد عن هذه القاذورات، ولكني بعد أسبوع أو أكثر أو أقل، أقع مرة أخرى في هذا السلوك.
وأشهد الله أني أصبحت أكره هذا الفعل، ولا أجد فيه لذة كبيرة.
ودائما -بفضل الله- أتوب، وأندم، وأرجع إلى الله باكيا، وأدعوه أن يغفر لي، ولكن الأمر أصبح يسوء أكثر وأكثر.
قديما كنت أفعل هذا الذنب وأنا غافل عن نظر الله لي، لكني الآن أصبحت أعصيه وأنا أعلم أنه يراني، ولكني لا أستطيع أن أتوقف، وأحيانا قليلة أبتعد، ولكنها أصبحت نادرة.
ربما الآن أتذكر آيات نظر الله لعباده، ولكني ما زلت أشاهد.
ربما أتذكر الموت، وسوء الخاتمة، ولكني أستمر في المشاهدة.
أتذكر الأحاديث، والآيات عن عذاب الله للعصاة، ولا أستطيع إغلاق تلك المواقع.
أصبحت أشعر بالنفاق، ثم أبعد عني هذه الفكرة، وأقول: إنها من الشيطان.
وأتذكر آيات رحمة الله، وأنه يغفر للمسرفين؛ فأتوب إلى الله عما أفعل، وعن فعلي كبيرة عصياني لربي وأنا أعلم أنه يراني.
لا أعلم ماذا أفعل، فمجرد تذكر أني أعصيه وأنا أعلم أنه يراني، يجعلني أكره نفسي بشدة، وأتعجب منها.
والله إني أحبه، ولا أريد أن أعصيه، وأريد التقرب منه أكثر.
ولا أريد أن أموت على معصية، وأدعوه دائما أن يغفر لي خطيئتي، وإسرافي على نفسي، وأن يرزقني حسن الخاتمة.
والله إني أتعجب من حالي، وكيف أني أعصيه وأنا أعلم أنه يراني، فماذا أفعل؟
أرشدوني بالله عليكم قبل أن أبتعد عن ربي، فدائما ما أسمع أن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات، وأنا لا أريد أن أنتكس.
آسف على الإطالة في سؤالي، وأرجو أن تقولوا لي: ماذا أفعل لأزيد إيماني؛ لأقوى على محاربة هذا الإدمان؟