مسؤولية بنت الأخت المتزوجة وزوجة الابن في رعاية الخالة المريضة

0 10

السؤال

ما حكم الإسلام في رعاية البنت المتزوجة لخالتها المريضة؟ مع العلم أن هذه الخالة لها ابنان متزوجان، وليس لها بنت، وأن نوع الرعاية المطلوبة يتضمن نظافتها الكلية، وتهيئة طعامها، وفراشها دون أي تكلف مادي، والخالة ظلت مدة طويلة تحت رعاية زوجة ابنها التي اقترحت على زوجها أن يحول أمه عند ابنة خالته؛ للتناوب على تحمل أعباء رعاية المريضة التي طال مرضها، والزوج قابل زوجته بإنكار أية مسؤولية دينية لابنة خالته تجاه خالتها، فما رأي الإسلام في مشروعية رعاية البنت خالتها المريضة، وفي أولوية البنت على زوجات الأبناء في هذه الرعاية؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فما أسميته إنكار المسؤولية الدينية: إن كان المقصود به نفي الوجوب، فنعم؛ إذ لا يجب على المرأة رعاية خالتها، ولا يجب كذلك على زوجة الابن، بل هذا أمر واجب شرعا على أولادها، جاء في فتاوى دار الإفتاء: رعاية الوالدين وبرهما، وخاصة عندما يكونان في حاجة إلى ذلك، أمر أوجبه الشرع الحكيم لهما على أبنائهما ذكورا وإناثا، فالواجب على الأبناء أن يقوموا بخدمة والديهم على أتم وجه، وهذا أمر يجب عليهم بالتساوي، وليس على أحدهم دون الآخر؛ وذلك بالقياس على وجوب الإنفاق... وهذا يدخل ضمن الإحسان الذي أمر الله تعالى به في قوله: وبالوالدين إحسانا {الإسراء:23}.

قال ابن عاشور في تفسيره: وشمل الإحسان كل ما يصدق فيه هذا الجنس من الأقوال، والأفعال، والبذل، والمواساة. اهـ.

وهذا فيما إن كان المقصود بنفي المسؤولية نفي الوجوب.

وأما إن كان المقصود نفي المشروعية، فهذا غير صحيح، فلا حرج على المرأة شرعا في أن ترعى خالتها؛ فالخالة بمنزلة الأم، كما ثبت في السنة الصحيحة، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 164589، ولكن إن كانت بنت الأخت متزوجة، فيشترط إذن زوجها في ذلك.

 وإن أمكن أن تجد سبيلا لرعاية خالتها، فهو أفضل، فهي خالتها، ومن ذوي رحمها، فالمرجو أن تكون أشفق عليها، وأحرص على مصلحتها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة