السؤال
كنت أتحدث مع فتاة عبر الفيسبوك؛ فأحببتها، وهي بنت بلدتي، وأصدقائي يعرفونها، وصديقاتها يعرفنني، وتحدثنا كثيرا؛ حتى رغبت في الزواج منها، ولا أتذكر هل قلت لها: هل تريدين الزواج بي؟ وقالت: نعم، وربما قلت ذلك، لكني قد أكون قلت لها: أريد الزواج منك، بمعنى في المستقبل؛ فوافقت، فلو قلت لها عبر الرسائل في الفيس بوك: هل تريدين الزواج بي؟ وقالت: نعم أريد الزواج بك، أو نعم قبلت أن أتزوج بك، أو نعم وافقت، أو نعم قبلت الزواج بك، وقلت لها: أنت الآن زوجتي، ونادتني بزوجي، فهل هذا عقد نكاح، أم هو نكاح فاسد؟ فقد تكون تلك الفتاة أطلعت صديقاتها وأصدقاءها الذكور والإناث على تلك الرسائل التي دارت بيننا، وقد يكون بجانبها أشخاص يقرؤون الرسائل أثناء قولنا ذلك الكلام، ولا أتذكر هل كان بجانبي أصدقائي أم لا؟ وهل سبق أن أطلعت أحدا على الرسائل التي دارت بيننا أم لا؟ ولنفترض أني أطلعت صديقين أو ثلاثة على الرسائل التي دارت بيننا، لكن ليس بصفتهم شهودا على عقد الزواج، وإنما أردت أن أبين لهم حبنا ورغبة كل طرف في الآخر؛ لدرجة أنها قبلت الزواج بي، ولنفترض أنه كان بجانبي صديقان أو أكثر يقرؤون الرسائل، ولنفرض أنها أيضا أطلعت أشخاصا لا أعلم عددهم -قد يكونون ذكورا وإناثا على ما دار بيننا من رسائل-، والتي قد يكون فيها إيجاب وقبول، أو كان بجانبها أشخاص، فهل يقع عقد النكاح بذلك؟
كذلك كنت دائما أسميها زوجتي، وهي أيضا؛ حتى أني طلبت منها أن تسميني على هاتفها بـ "زوجي"، وذات يوم كانت في الحي الجامعي مع صديقاتها -قد يكن أربعا أو أكثر - وكانت خارج الغرفة، وتركت هاتفها في الغرفة، فاتصلت بها، فقرأ البنات في الشاشة "زوجي"، فدعونها: (تعالي، زوجك يتصل)، وهم يعلمون أنه أنا؛ لأنهن يعرفنني شخصيا، فهل هذا بمنزلة إشهار للنكاح؟ وهل يعتبرن شهودا على النكاح، إن كان يقع بذلك؟ ولو تحدثنا عبر الهاتف بالصوت، وناديتها بزوجتي ونادتني بزوجي، وسمعنا شخص أو أكثر وعلموا أني المتحدث؛ لأنهم يعرفوني شخصيا، أو كان أصدقائي بجانبي وسمعوا، وهم يعلمون أنها تلك الفتاة التي أتحدث معها، وطلقتها خوفا أن يكون ما وقع بيننا عقد، وتزوجت هي بشخص آخر، فهل تأثم؟ وهل يقع الطلاق ويحتسب؟ وهل يعد ذلك اعتقادا مني بصحة العقد؟