السؤال
ما الحكمة في عدم تكليم الله لجميع البشر بنفس الطريقة التي كلم بها الرسل، مع حفظ تخيير الإنسان؟
ما الحكمة في عدم تكليم الله لجميع البشر بنفس الطريقة التي كلم بها الرسل، مع حفظ تخيير الإنسان؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلو فرض أن الله كلم جميع البشر وأوحى إليهم جميعا؛ لسقطت حينئذ حكمة التكليف، وامتحان البشر بالإيمان بالغيب، وتصديق الرسل.
فقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يصطفي من البشر رسلا يختصهم بفضله وكرامته، ويبعثهم بأوامره ونواهيه إلى خلقه، ويعد من صدقهم بالسعادة الأبدية، ويتوعد من عصاهم وخالفهم بالشقاء الأبدي، قال تعالى: الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير {الحج:75}.
وهو سبحانه أعلم بمن يستحق هذا الاصطفاء من خلقه، فيختصه بالإيحاء إليه، كما قال جل اسمه: الله أعلم حيث يجعل رسالته {الأنعام:124}.
ولو كان كل الخلق يوحى إليهم؛ لزالت تلك الحكمة، وتعطلت تلك المصلحة العظيمة، ولم يتميز من يؤمن بالرسل ويصدق بالغيب ممن يكفر ويجحد ويكذب بما بعثت به الرسل.
والله أعلم.