الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المسلم لا يفرق بين أحد من رسل الله

السؤال

شيوخنا الكرام، أنا شاب مسلم أسكن في السويد، وأدرس حالياً في أحد المعاهد المحلية، وقد حدث ذات يوم نقاش بيني (كمسلم) وبين الطلاب وأستاذ علم المجتمع حيث إن الموضوع كان حول الرسوم المسيئة للنبي -عليه الصلاة والسلام- في الصحف الغربية فسألني شخص نصراني عن سبب سكوتنا للرسوم التي عرضت في إحدى الكنائس السويدية والتي تصور عيسى -عليه الصلاة والسلام- على أنه مثلي (شاذ جنسياً)، فأجبته بأن أهل الكتاب قاموا في عهد محمد –صلى الله عليه وسلم- بوصف الله -سبحانه وتعالى- وملائكته ورسله بأوصاف لا تليق بهم فلو أننا حاسبناهم بكل تحريف وتزوير اقترفته أيديهم في الكتب السماوية لقمنا بإبادتهم جميعاً وهذا ما لم يأمرنا الله به بل أمرنا كما هو مبين في كتابه العزيز: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَِ) [النحل:125]. أما عند قيامهم بسب رسولنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- فإنهم بذلك يسبون الله –سبحانه وتعالى- وملائكته وكتبه ورسله الذين عرفنا الرسول-صلى الله عليه وسلم- بهم عن طريق كتابنا المحفوظ وليس عن طريق كتب اليهود والنصارى المحرفة.سؤالي هو إذا ما كان جوابي صائبا أم أنني أخطأت في شيء أو حتى أشياء أجهلها؟ وهل لديكم أي نصائح أخرى تودون إعلامي بها في هذا الشأن؟
ملاحظة: إن حادثة تمثيل عيسى -عليه الصلاة والسلام- على أنه شاذ جنسياً قد وقعت فعلاً في إحدى الكنائس السويدية إذ لم يقم العاملون في تلك الكنيسة بإنكاره، والهدف من وراء ذلك هو إعطاء المثليين (الشاذين جنسياً) الحق في الزواج في الكنائس والقيام بالمزيد من التحريف في كتبهم المحرفة أصلاً ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المسلم لا يقر بحال التنقص من عيسى صلى الله عليه وسلم ولا من أحد من الأنبياء عليهم جميعا الصلاة والسلام ، بل ينكر ذلك بالأسلوب المناسب حسب مقتضى الحال وحسب القدرة ، وكان على المسلمين أن يغضبوا لعيسى وينتصروا له ويذبوا عنه فالمسلم لا يفرق بين أحد من الرسل لقوله تعالى : آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ {البقرة: 285 } وما ذكرته من تحريف أهل الكتاب للكتب المنزلة وإيذائهم لله ورسله أمر صحيح ، وقد شرع الإسلام دعوتهم للتوبة والإيمان، فقد عرض الله عليهم التوبة والاستغفار ووعدهم برحمته فقال تعالى : لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {المائدة: 73 ـ 74 } وراجع الفتوى رقم : 71536 ، والفتوى رقم : 71157 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني