السؤال
قرأت في إحدى الصحف منذ سنوات طويلة عن قصة حقيقية، وهي: أن أحد الأفراد ذهب إلى المسجد فوجده مغلقا، فقفز فوق السور ليدخل المسجد؛ فشاهده العامل، وحاول الإمساك به، وعندما اقترب منه وقع الرجل على الأرض ومات.
عند الرجوع إلى أهله لسؤالهم، قالت الأم: إن ابنها شاهد في المنام ملك الموت، وقال له: إنك ستموت بعد ثلاثة أيام، على حد تذكري، وذهب إلى العمل واستسمح زملاءه، وكانت أمه تنظر إليه وهي تعرف أنه سوف يموت، فقد قالت: إن هذا الأمر -رؤية ملك الموت في المنام- حدثت بالفعل مع عمه أيضا، وعلى حد تذكري مع أبيه أيضا، حيث شاهد ملك الموت في المنام، والسؤال:
1- هل من الممكن شرعا أن نرى ملك الموت في المنام، ويخبرنا بموعد موتنا؟ وإذا شاهدته، فما المطلوب الشرعي أن أفعله بعد ذلك؟
2- هل من الممكن أن نراه في اليقظة ويخبرنا بموعد الموت؟
3- إذا شاهدت ملك الموت، فكيف لي أن أعرف أنه بالفعل ملك الموت: هل له مواصفات وشكل معين أعرفه به؛ حتى لا يلبس علي الشيطان، ويضحك علي في المنام؟
4- هل هناك قصص حقيقية لأحد من الصحابة والسلف والبشر شاهد ملك الموت في المنام أو اليقظة، وأخبره بموعد موته؟ جزاكم الله عز وجل خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فللا علم لنا بحقيقة ما ذكره السائل!
والذي يمكننا قوله: إن رؤية الملائكة عموما ممكنة في اليقظة والمنام، وراجع في ذلك الفتاوى: 68710، 67492، 62515.
وأما أن يخبر ملك الموت أحدا من البشر بموعد موته، فهذا لا يصح، فإن وقت الموت كوقت الساعة: لا يعلمه إلا الله، وانظر الفتويين: 112362، 120952.
وقال السيوطي في معترك الأقران: ورضي الله عن بعض العلماء لما دخل على بعض الملوك ووجده متحيرا، فقال له: ما لك؟ فقال له الأمير: رأيت البارحة ملك الموت في المنام، وسألته: كم بقي من عمري، فأشار لي بأصابعه الخمس، ولا أدري هل هي خمس ساعات، أو أيام، أو جمعات، أو أشهر، أو سنين! فقال له: إنما أشار لك بالخمس إلى الحديث: "في خمس لا يعلمهن إلا الله، ثم قرأ: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير {لقمان:34}" فهدأ روعه. وإذا كان ملك الموت الموكل بقبض الأرواح لا يدري عمر العبد حتى يؤمر بقبض روحه، فما بالك بمن افترى على الله!؟ اهـ.
وعلى أية حال؛ فالذي ينبغي للمرء -ولا سيما إذا ظن قرب أجله- أن يصلح ماضيه بالتوبة، والاستغفار، وحاضره بالاستقامة، والاجتهاد في العمل الصالح.
والله أعلم.