السؤال
لدي أخت مطلقة كنت أعيش معها، وهي أكبر مني سنا، وبحكم أن أمي مطلقة، فأبي لا يعيش معنا، وأمي تصرف على أختي.
ولأن العلاقة التي تجمع البنت مع الأب جد متدهورة، أحاول أن أنصح أختي أن تلبس حجابها الشرعي، وأن لا تلبس ملابس ضيقة، وأن لا تتبرج كباقي النساء. وأيضا نصحتها بأن لا تتزوج شابا خطبها من أوروبا؛ لكونه حديث إسلام، وأنها ترتكب إثما بالتحدث معه بالاتصال المباشر عبر الفيديو، وأنه ما زال أجنبيا عليها، ولا يحق له أن يراها بدون حجاب. لكن الوعظ لا ينفع معها، وأمي تشجعها على لباسها بقولها إنه عادي، وإن أختي خير من بعض الفتيات اللاتي يلبسن الحجاب.
وعظتهما وقلت لهما إن الحجاب حماية للذكر، وللوقاية من زينة النساء، ولمن لا يغض بصره، وهاته الأمور تفسد المجتمع -والعياد بالله- أمي قالت إنه لا مشكلة في دخولهما جهنم، مع العلم أنهما تصليان.
فلم يجد الوعظ، والقول إن الصلاة مجرد فريضة، وأنها لا تكفي المسلم، ومع أنني أيضا ذكرت أن الله يغفر الذنوب جميعا إذا تاب الناس توبة نصوحا وأصلحوا، فالماضي لا يهم.
بعد ذلك طردتني أمي من المنزل، بحكم أنني لست مسؤولا عن أختي، وبقولها إنني لست راعيا لها. فأجبتها أنني مسؤول عنها بحكم أنني الذكر الوحيد في المنزل، بل إن هذا الأمر يدخل في أمور النهي عن المنكر، وإني لم أمنعها بعد من الخروج لهذا، حتى تعلم أني لم أستعمل سلطتي كراع لها بعد.
لقد تعبت في النصح، وقد سبق أن تركت المنزل لفترات وجيزة عسى أن تحس بالذنب، وتركت المنزل أثناء الحجر الصحي، لتحدثها مع هذا الأجنبي، وقد طردتني أمي، لكن بدون جدوى، بل أيضا أدعو لها في كل ركعة من كل صلاة -وإن شاء الله- سوف أظل أفعل ذلك؛ لأني لا أريدها أن تندم يوم القيامة، ولا أريد أن أشهد عليها أمام الله أني نصحتها، لكني الآن أفكر في اختيار الهجر لمدة أطول، لربما يؤنبهما ضميرهما، وخاصة أن صدري يضيق عندما أراها تلبس ذلك اللباس، وتسمع تلك الموسيقى المليئة بالكلام الفاحش.
بدأت أحس أن إيماني ينقص؛ لأني كل مرة أعظها في شتى الأمور، وبالفعل البارحة وجدت نفسي نوعا ما متساهلا معها في مثل هذه الأمور لكثرة النزاع، لكني أدركت ذلك عندما قرأت القرآن ومررت بآيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في سورة آل عمران. وبدأت ألاحظ أني أتساهل في المعاملة؛ كي أتجنب المشاكل معها ومع أمي، وعظتها وحينها طردتني البارحة.
ما هي الطريقة التي يجب أن أتعامل بها معها مع أختي وأمي؟