السؤال
جزاكم الله خيرا على كل ما تقدمونه في هذا الموقع المبارك، وجزى الله القائمين والعاملين عليه خير الجزاء.
أنا أقدم دورات تربوية وتطويرية للأمهات، بعضها مجاني، وبعضها مدفوع الأجر، وحين أقوم بعمل دورة مجانية أجدد نيتي أن تكون لله ولنفع الناس، وتكون علما أنتفع بثوابه بعد الممات، لكن الهدف من الدورة المجانية أن يعرفني الناس، ويعرفوا طريقة عرضي للمعلومات؛ لأكون جمهورا بسيطا، حتى إن عرضت الدورة المدفوعة أقبلوا عليها، فهل في هذا الهدف رياء وسمعة، وضياع للأجر والنية، وفوات للثواب؟ فإن كان نعم، فكيف أصفي نيتي لله وحده، وهو عملي أيضا الذي أتكسب منه، وأبذل فيه الجهد والوقت والمال؟ وكيف أعلم أن نيتي خالصة لله أم بها دخل؟ أنا خائفة أن أقف بين يدي الله، فلا أجد ثوابا ولا حسنة، فأرجو أن تجيبني -جزاك الله عني خيرا-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك لما فيه الخير.
ومثل هذه الأعمال التي ليست بعبادات محضة، لا تجب فيها النية، ولا إثم في إرادة الدنيا بها، لكن من جمع إلى نية التكسب، ونحوها من النيات الدنيوية نية التقرب من الله، فإنه يثاب على ذلك، كما جاء في الحديث: إن الله عز وجل يدخل الثلاثة بالسهم الواحد الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والممد به، والرامي به. أخرجه أحمد، وابن خزيمة في صحيحه، وصححه الحاكم.
بل ذهب بعض العلماء إلى أن مثل هذه الأعمال المتعدي نفعها، يثاب عليها المرء، ولو دون نية الحصول على الثواب، وراجعي في بيان ما سبق الفتويين: 371548، 174409.
فالأمر يسير -إن شاء الله- لا يستدعي المبالغة في القلق والخوف، فاجهتدي في استحضار نية التقرب إلى الله، وطلب الأجر منه فيما تقومين به.
واحذري أيضا الوقوع في الوسوسة في أمر النية.
والله أعلم.