من عاهد الله على عدم سماع الموسيقى هل يعد ناقضًا للعهد بسماعها دون اختيار؟

0 8

السؤال

أشكركم على ما تبذلونه لأجل المصلحة العامة للمسلمين، بارك الله فيكم، وجزاكم خيرا.
عمري 15 عاما، قطعت عهدا مع الله سبحانه وتعالى على عدم الإنصات إلى الأغاني، وأعرف أن اجتناب ذلك لا يتطلب العهد مع الله، لكن ذلك يجعلني أستقيم بشكل ثابت، وأنا لست مدمنا على الأغاني، ولا أنصت لها باستمرار، لكن الشيء المحرم يجب تجنبه مهما كان مسليا، فهو لم يحرم إلا وفيه شر، وأواجه مشكلة في حفظ العهد في هذا العصر كثرت مثل تلك الأشياء، فأنا عندما أبحث عن فيديو مثلا لتعلم الفرنسية، أو لفهم درس مثلا، أجد أن الموسيقى مختلطة مع كلام صانع المحتوى، وهذا شيء معروف، وفي معظم الأماكن العامة قد تجد الموسيقى، وأنت مضطر إلى البقاء في ذلك المكان فترة مؤقتة، ومثل هذه الأشياء أصبحت تزداد بشكل رهيب، فهل أكون بذلك قد نقضت العهد مع الله؟ وأشكركم شكرا جزيلا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فلا تكون ناقضا للعهد بمجرد السماع الخارج عن اختيارك، وإنما تكون ناقضا له بقصد الاستماع، قال ابن حجر الهيتمي -رحمه الله- في كتابه: كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع:

ومنها: أن الممنوع إنما هو الاستماع، لا مجرد السماع لا عن قصد وإصغاء، وقد صرح أصحابنا بأنه لو كان في جواره شيء من الملاهي المحرمة، ولا يمكنه إزالتها، لا يلزمه النقلة، ولا يأثم بسماعها لا عن قصد. وصرحوا ها هنا بأنه إنما يأثم بالاستماع، لا بالسماع. انتهى.

وبه تعلم أنك إن كنت في مكان تشغل فيه الموسيقى بحيث لا تقصد الاستماع إليها، فلا يضرك ذلك، وكذا إذا صادفتك الموسيقى في أثناء بحثك عن شيء آخر، لم يضرك ذلك.

وأما إذا كانت الموسيقى مختلطة بكلام صانع المحتوى، فعليك أن تخفض الصوت عند الموسيقى، ولو بحثت عن مادة أخرى خالية من الموسيقى، أو برنامج يزيل الموسيقى من المحتوى، لكان ذلك حسنا جدا.

وفقك الله، وأعانك على ما فيه رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة