عندما أمسح رأسي في الوضوء، أركز بشكل كبير على مسحه خصوصا المنطقة خلف الأذنين والقفا، بحيث أنني أجدد تبليل يدي لمسح تلك المنطقة؛ لأنها تكون قد جفت، وأرفع شعري لإحكام المسح، وأخاف صراحة أن أقع في الغلو في هذه المسألة.
أريد أن أعرف هل تركيزي الشديد على مسح تلك المناطق فيه ما ينافي شريعتنا؟
وبارك الله فيكم.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:                     

 فمسح الرأس ركن من أركان الوضوء، لا يصح بدونه، وقد اختلف أهل العلم في القدر المجزئ مسحه, وسبق تفصيل ذلك في الفتوى: 50469.

وعلى القول بوجوب مسح جميع الرأس؛ فإذا جفت اليد أثناء مسح الرأس, فإن المتوضئ يجب عليه أخذ ماء جديد لتكميل المسح؛ لأن المسح لا بد أن يكون مع وجود بلل باليد, ولا يلزم تجديد الماء عند الجفاف أثناء الرد.

جاء في شرح الخرشي المالكي: وإذا جفت اليد قبل تمام المسح جدد، بخلاف ما لو جفت في الرد فلا. انتهى.

أما ما تقومين به من تجديد البلل لأجل رد مسح الرأس, فإنه غير مشروع.

قال الشيخ محمد عليش في منح الجليل: وشرط سنة الرد بقاء بلل باليد بعد مسح الفرض، فإن جفت فيه فلا يسن الرد، فإن بقي بلل يكفي البعض رد بقدره على الظاهر عملا بقوله -صلى الله عليه وسلم-: إذا أمرتكم بأمر فأتوا بما استطعتم. اهـ

فالظاهر أنك تبالغين في مسح الرأس في الوضوء, ونخشى أن تكوني مصابة بالوسوسة, فينبغي الانتباه لهذا الأمر, وعدم الاسترسال في الوساوس.

والله أعلم.