السؤال
ما حكم رؤية عورات الناس؟ فأنا أحب أن أرى بعض العانات ولكن لا أدري لماذا؟ مع أنني ابن تحفيظ؟ أما عيال الحواري مع أنهم قليلو الأدب، إلا أنهم لا يحبون أن يعملوا مثلي؟
ما حكم رؤية عورات الناس؟ فأنا أحب أن أرى بعض العانات ولكن لا أدري لماذا؟ مع أنني ابن تحفيظ؟ أما عيال الحواري مع أنهم قليلو الأدب، إلا أنهم لا يحبون أن يعملوا مثلي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون [النور:30]، فالله تعالى أمر بغض البصر عما يحرم النظر إليه، كما أن رسوله صلى الله عليه وسلم نهى عن النظر إلى الحرام وسماه زنا العين، ففي الحديث المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه. وهذا لفظ البخاري.
وفي سنن أبي داود والترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال: لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة.
وللابتعاد عن مثل هذه المعصية القبيحة ننصح بالمسائل التالية:
1- الاستعاذة بالله تعالى من كيد الشيطان الرجيم لقول الله تعالى: فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم* إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون [ النحل:98-99].
2- غض البصر ومجاهدة النفس على عدم استعماله في ما يجلب سخط الله تعالى، واستحضار مخاطر إطلاق البصر في الحرام، وللوقوف على التفصيل فيها راجع الفتوى: 2862.
3- صحبة الرفقة الصالحة والبعد عن رفقاء السوء.
4- المبادرة إلى الزواج عند أول فرصة ممكنة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. متفق عليه.
وكونك مشتغلا بحفظ كتاب الله تعالى مما يجعلك جديرا بالبعد عن مثل هذه التصرفات المنحرفة، والحاصل أن نظر عورات الآخرين أمر قبيح محرم، والدافع الأكبر إليه اتباع الهوى ووسوسة الشيطان، ويجب الابتعاد عنه سواء عمله غيرك من الأقران أم لم يعملوه.
والله أعلم.