السؤال
أرجو أولا -أيها الكرام- أن تعطوا مجالا أوسع للفتوى للدول العربية التي يقل فيها التدين؛ لأن هذا الموقع هو الملجأ الوحيد لي؛ لعدم وجود الشيوخ في مجتمعنا، ولدي الكثير من الأسئلة والخواطر، وأحب أن أعلمكم قبلها أني حفظت القرآن، وكثيرا من الأحاديث بأسانيدها والمتون، لكني نسيتها.
سؤالي الأول: كلما تقدمت لفتاة رفض أهلها، أحيانا لعدم وجود دخل، وأحيانا لأسباب قومية، لكن الولي الذي رفض تزويجي مؤخرا رفضني لأنني متدين، أو لأنني أخضع لمراقبة إدارية -لأني أتصل بمركز الشرطة كل يوم للإمضاء-، وقال: إنه يخاف على ابنته من بطش الحاكم يوما آخر، ونعتني بانعدام الأخلاق، والله يشهد على طيب أخلاقي، ولا أزكي نفسي، وقرأت عندكم أنه يمكن الالتجاء إلى ولي الأمر لتزويجي، فإذا كان ولي الأمر لا يحكم بالشرع، فهل يمكن الالتجاء له في هذه الحالة؟ مع العلم أن بقية أعمامها موافقون، لكن ليس لهم مع أخيهم هذا كلمة؛ لأنه أكبرهم.
السؤال الثاني: أكرمني الله، فأصبحت محاسبا، وموظفا حكوميا، ثم قمت بعمل مشروعين بالتوازي مع عملي، وأتيت بالمال بأن اشتريت سلعة من المغازات، ثم بعتها اجتنابا للربا، لكني تعرضت للسجن مرة أخرى بسبب اللحية، فذهب المشروعان، وخسرت فيهما أموالا طائلة، مع كثرة الديون والهموم، فأصابني التسخط: لماذا الله يشمت بي الأعداء، ويضيع أملاكي، رغم أنني تركت الربا من أجله، وتركت الغش في المشروعين من أجله، وكنت أتصدق منهما لأجله!؟ فإن كانت ذنوبي هي السالبة لنعمه، فأنا صادق في الالتجاء إليه، لكن المجتمع والفتن والشياطين أقوى من نفسي الضعيفة، حتى الزواج لم ييسره الله لي؛ لكي أغض بصري، وأرضيه، مع أنه في الحديث: "حق عليه أن يزوجني"، أفليس الأجدر أن ييسر لي كل المرافق التي تعينني على تقواه!؟
أنا اليوم دون دخل رغم أني أعمل موظفا؛ لأن راتبي تأخذه المغازات التي تركت الربا وذهبت لها، أليس الأجدر أن يرزقني الله مالا آخر؛ لأنني تركت الربا من أجله لسداد ديني؟
وأخيرا: كلما دعوت الله جاءت الإجابة بالعكس تماما، وكلما دعوته بقلبي دون تلفظ، ربما استجاب، فغلب على ظني أنه شيطان الحسد؛ لأنني عانيت منه كثيرا.
أخيرا: أنا أقاوم هذه الخواطر السيئة كل يوم لئلا أتلفظ بها؛ لكيلا أكفر، ونجحت نسبيا، لكني أخاف أن تؤثر على أفعالي. وشكرا.