الاقتراض بالربا لشراء منزل للزواج عند عدم القدرة على الاستئجار

0 20

السؤال

أنا شاب عمري ٢٦ سنة، وكل تعليمي وخبرتي في العمل كانت في مجال البنوك، وكنت شخصا سيئا جدا، وفعلت كل الذنوب، ولكني كنت أحب الله ورسوله، وبفضل الله كنت أجعل في مالي حقا للسائل مهما كان حاله، وبعد صراع طويل ورحمة من الله، تركت البنوك والكبائر، والتزمت بالصلاة.
بعد وفاة والدي منذ سنتين، انشغل كل أهلي عني، وصاروا ينظرون إلي أني فاشل، وأني دمرت مستقبلي بيدي.
دخلت شراكة أنا وصديق لي في عمل حر، وننتظر الفضل من الله، وبدأت بالبحث عن فتاة محجبة تصلي لأخطبها؛ لأن شهوتي أصبحت لا تحتمل، وأنا وحيد جدا، وذنوب الخلوات تعذبني يوميا، وأطمع أن يرزقني الله ذات الدين، ولا يوجد حولي أحد مقتنع ببحثي عن ذات الدين.
وأكبر مشكلة أواجهها مع الوحدة أني لا أملك بيتا للزواج، ولا أملك مبلغ الإيجار، وليس أمامي إلا الإسكان الاجتماعي بالقرض الربوي، ويشهد الله أني لا أريد علوا في الأرض؛ حتى إني نويت حجز أصغر شقة في المشروع؛ لسد الضرورة، لا لرفع المستوى، ولكني أريد بيتا لي، فنحن لا نملك إلا بيت إيجار قديم، ينتهي إيجاره بعد وفاة والدتي، وأعلم أنه عقد باطل، وأطمع أن يغفر الله لها هي وأبي.
سأقترض قسط القرض -٧٠٠ جنيه- من والدتي؛ حتى يرزقني الله، وأنا أبكي كل يوم خوفا من الحرب مع الله، وأعلم أنه عدم توكل، وسوء ظن في أرحم الراحمين.
أعتذر إذا كلامي غير مرتب، ولا أستطيع إلا أن أقول: "رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير".

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله تعالى أن يحصن فرجك، ويوسع رزقك، ويبارك لك فيه.

واعلم أنه لا يجوز لك الدخول في عقد يلزمك الاقتراض بالربا؛ فالاقتراض بالربا من أكبر الكبائر، فلا يجوز إلا عند الضرورة، والزواج ليس من الضروريات؛ فتحصين الفرج ممكن بالصوم، وغيره، وراجع الفتوى: 299239، والفتوى: 276991.

ومن كان حريصا على مرضاة الله، واجتناب سخطه، وكان متوكلا على الله؛ فسوف يرزقه رزقا طيبا، وييسر له سبيل العفة، ويكفيه ما أهمه، قال تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه {الطلاق:2ـ3}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات