السؤال
أراد مني والداي الزواج من فتاة من أجل أخلاقها ومعاملتها لهما، مع العلم أنها لم تكن تلبس الحجاب، وفعلت ذلك عندما رأتهما يريدانها زوجة لي، ولكنا وقعنا في الزنى دون أن تفقد بكارتها، وأنا لست راغبا بالزواج منها؛ لأنني أريد زوجة عفيفة، وأقول دائما: من المؤكد أنها فعلت هذا من قبل، كما فعلته معي، ووالداي لا يعلمان شيئا، وأمها توفيت مؤخرا، فهل أتزوج هذه الفتاة، وهل هذا من البر، أم أبحث عن فتاة ذات دين، تعينني على الدنيا والآخرة؟ بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أولا المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى مما وقعت فيه من الزنى؛ فالزنى من أفحش الذنوب، ومن أكبر الكبائر التي تجلب غضب الله.
والتوبة تكون بالإقلاع عن المعصية، والندم على فعلها، والعزم على عدم العود إليها.
ومن صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية، ويقطع الطرق الموصلة إليها، ويحسم مادة الشر، ويحذر من اتباع خطوات الشيطان.
فإذا حققت التوبة، وكانت تلك الفتاة تائبة؛ فلا حرج عليك في الزواج منها؛ فالتوبة تمحو ما قبلها.
وأما إذا لم تظهر لك توبتها؛ أو كنت غير راغب في الزواج منها؛ فلا حرج عليك في الزواج من غيرها؛ ولا يكون ذلك عقوقا لوالديك، قال ابن تيمية -رحمه الله-: ليس لأحد الأبوين أن يلزم الولد بنكاح من لا يريد، وأنه إذا امتنع لا يكون عاقا. انتهى من مجموع الفتاوى.
لكن عليك بر والديك، والإحسان إليهما؛ فإن حق الوالدين عظيم، وبرهما من أوجب الواجبات، ومن أفضل الأعمال الصالحة التي يحبها الله، ويعظم عليها المثوبة.
والله أعلم.