حكم إدارة الرجل لمدرسة كلها نساء

0 12

السؤال

زوجي يعمل مدير مدرسة ابتدائية، وجميع من فيها نساء، إلا زوجي والحارس، وهو يتعامل معهن يوميا، ويجتمع بهن، وكل يوم تدخل إلى مكتبه أستاذة، ويجلسان، ويتكلمان.
المهم: أنا امرأة غيورة جدا جدا، ومن عشر سنوات، وأنا أعاني معه، وأطالبه بعدم الدخول عليهن، والاجتماع بهن، ولكن لا يستطيع، فهذا عمله، ودوما أعاتبه عندما أسمع عنه بعض الكلام السيء، أو التصرفات غير المناسبة، وهو دائما يذهب لأهلي يشتكي مني، ويضربني، ويشتمني من أجلهن، وأنا لست راضية على عمله مع نساء، ويهتم بعمله على حسابنا.
مثلا: لو مرضت يتذمر، ويقول لي: كيف أترك المدرسة وحدها، وآخذك إلى الطبيب. هو يهتم بها كثيرا كثيرا، ويقول إن عمله حلال، ومحترم، ويحمد الله أنه يعمل في هذه المدرسة، رغم أنها كلها نساء.
المهم: هو ينعتني بأقبح العبارات، بأنني مريضة نفسيا، وأنا أعلم أن كل رجل يعمل مع النساء لا يستطيع أن يغض بصره، أو يكون ملتزما، وأنا أحس أنهن يشاركنني فيه، وهذا أمر يقتلني، ولعلمكم هو لا يصلي، وأنا أغار عندما يتعطر، أو يلبس ملابس جديدة؛ لأني أظن أنه يتزين من أجلهن.
المهم: أعلم أن كلامي ليس مرتبا، لكني أول مرة أكتب في موقع، وأنا لا أعلم هل أنا على حق؟ أم زوجي هو المحق؟
شكرا لكم، وأتمنى أن تجيبوني في أسرع وقت؛ لأن أولادي تأثروا كثيرا بهذه الشجارات اليومية. ولعلمكم زوجي يعمل مدة 27 سنة، ولا زالت عشر سنوات على التقاعد، وأنا لا أستطيع التحمل.
أريد نصيحة لزوجي، ولي أيضا إن كنت مخطئة.
شكرا لكم شيوخنا المحترمين. لكم كل الشكر والتقدير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فمما يؤسف له أن تنشغلي بالإنكار على زوجك مخالطة الأجنبيات، ولا تنشغلي بالإنكار عليه تركه الصلاة، فمما لا ريب أن ترك الصلاة المفروضة من أعظم المنكرات، فقد أجمع العلماء على أن من تركها جحودا كافر خارج من الملة، وألحق بعض أهل العلم به من تركها تكاسلا، وعلى كلا القولين؛ فإن ترك الصلاة المفروضة بغير عذر ظلم عظيم، وإثم مبين، أشد من إثم القتل، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر.

قال ابن القيم -رحمه الله- في كتاب الصلاة وأحكام تاركها: لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمدا من أعظم الذنوب، وأكبر الكبائر، وأن إثمه عند الله أعظم من إثم قتل النفس، وأخذ الأموال، ومن إثم الزنا، والسرقة، وشرب الخمر، وأنه متعرض لعقوبة الله، وسخطه، وخزيه في الدنيا والآخرة. انتهى.

فالواجب عليك أن تأمريه بالصلاة وتبيني له عظم قدرها، ومكانتها في الإسلام، فإن الصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان، ولا حظ في الإسلام لمن تركها، والمحافظة عليها مفتاح كل خير، ومغلاق كل شر، قال تعالى: وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون [العنكبوت: 45]

قال السعدي -رحمه الله- في تفسيره: ووجه كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، أن العبد المقيم لها، المتمم لأركانها وشروطها، وخشوعها، يستنير قلبه، ويتطهر فؤاده، ويزداد إيمانه، وتقوى رغبته في الخير، وتقل، أو تعدم رغبته في الشر. انتهى.

ولمعرفة بعض الأمور المعينة على المحافظة على الصلاة راجعي الفتوى: 3830.

وأما عمله الذي يستلزم مخالطة الأجنبيات؛ فإن كان يحافظ على حدود الله تعالى؛ فيجتنب الخلوة، والاختلاط المريب، ويحرص على غض البصر؛ فلا حرج عليه -إن شاء الله- في البقاء في عمله، وراجعي الفتوى: 2096.

وننبهك إلى أن الغيرة إذا خرجت عن حد الاعتدال كانت مذمومة، وانظري الفتوى: 71340.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى