عالج الخلاف الذي بين أهلك وزوجتك بالكتاب والسنة

0 230

السؤال

يوجد خلاف حاد بين زوجتي وأهلي منذ بداية معرفتي بزوجتي، فهي عنيدة وأمي أيضا عنيدة جدا، ولقد بدأت المشاكل عن طريق محاولة كلا منهما إثبات أنه الأهم، والطرف الأقوى في حياتي، ولقد كنت أرضي الطرفين على حسابي، وأتنازل عن حقوقي بغرض مراضاتهما، ولقد وصل الخلاف إلى حد القذف في حق زوجتي من أمي وأخواتي، لدرجة أنهم قد شتموها هي وأهلها أثناء توديعهم لي في المطار، وترتب على ذلك خلاف بيني وبين زوجتي لمطالبتها لي بأخذ حقها من أهلي.
ولقد قامت زوجتي بمنع ابنى من زيارة أهلي أثناء وجوده في بلدي، وهى الآن معي، وسوف تعود إلى البلد خلال 10 أيام، وتشترط علي مقاطعة أخواتي، وعدم شراء أي هدايا أو محادثتهم في التليفون، وعدم ذهاب ابني إلى أهلي، حتى يأتي أهلي إلى منزل أهلها ويعتذروا لهم، وأنه إذا أخذت ابني وذهبت به إلى أهلي دون إرادتها، فأنها ستطلب الطلاق، وأنا لا أستطيع أن أقطع رحمي، وكنت على اتصال دائما بأهلي دون علمها، ولكن المشكلة تكمن حين عودتي ومحاولة أخذ ابني إلى أهلي، سوف يتفجر الموقف، وسوف تطلب الطلاق، فاذا أنا طلقتها أكون قد أذنبت في حق ابني، مع العلم أنها حامل بطفلة.
أعيش في حالة نكد دائم لمدة 8 سنوات، ولم أر لحظات سعادة إلا القليل، فهي شديدة العناد، ولقد كنت ـتحمل حتى تسير الحياة، أما الآن فلا قدرة لدي على الاستمرار. فما هو الحل الشرعي؟
وشكرا لكم على مجهودكم الوافر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فاعلم أن أنفع الحلول للمشاكل مهما عظمت وتفاقمت هو أن تعالج بتحكيم شرع الله تعالى في كل جوانبها، مع التحلي بالصبر والحكمة وضبط الأعصاب، فعليك أولا أن تصلح ما بينك وبين ربك بالتوبة إليه والإنابة وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فإذا فعلت ذلك، فالله سيصلح لك أمرك، ويصلح ما بينك وبين أهلك، وستكون محل ثقة عندهم وموضع تقدير واعتبار، وتستطيع بذلك فرض ما تريده وتمريره، وعليك مع ذلك أن تكون حازما صارما في إحقاق الحق وإقامة القسط، كما قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين [ النساء: 135].

ولا تسمح لأهلك بظلم زوجتك، ولا تسمح لزوجتك أن تظلم أهلك وتتدخل فيما بينك وبينهم، وأفهمها جيدا أن هنالك فرقا كبيرا بينها وبين والديك، فوالداك يجب عليك طاعتهما وبرهما بالمعروف.

وأما زوجتك، فيجب عليها طاعتك بالمعروف، ولا تجب عليك طاعتها، وقد أجبنا عن سؤالك السابق فراجعه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى