هل في ترك العمل في البنك الربوي قبل توفّر البديل ظلم للأهل وقطع لرزقهم؟

0 15

السؤال

أعمل في بنك ربوي، وأنا مسؤول عن دراسة القروض للفلاحين، أي كل ما يتعلق بالمشاريع الفلاحية والتنموية، وقد عزمت -إن شاء لله- على أن أترك هذا العمل نهاية السنة الجارية؛ لما فيه من إثم كبير، ولما فيه من إفساد أخلاق الشخص، وإلى هذه اللحظة لم يتوفر البديل، وليست لي أي مدخرات من أجل الاستثمار في مشروع مدر للدخل، فهل باستقالتي أكون قد ظلمت زوجتي وابني ذي السنتين؟ وأكون قد قطعت رزقهما بيدي؟ جزاكم الله خير الجزاء، وشكرا جزيلا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فالواجب عليك ترك العمل في هذا البنك الربوي؛ فالربا من أكبر الكبائر، ومن السبع الموبقات، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتب الربا، ففي صحيح مسلم عن جابر -رضي الله عنه- قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، ومؤكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء. قال النووي -رحمه الله- في شرح مسلم: هذا تصريح بتحريم كتابة المبايعة بين المترابيين، والشهادة عليهما. وفيه تحريم الإعانة على الباطل. انتهى.

وتركك هذا العمل المحرم؛ ليس فيه ظلم لعيالك، بل الظلم هو بقاؤك في هذا العمل المحرم.

فاتق الله، وبادر بترك هذا العمل، إلا إذا كنت مضطرا إليه؛ فلك أن تبقى حتى تزول الضرورة، وقد بينا حد الضرورة التي تبيح العمل المحرم في الفتوى: 237145.

ومن كان حريصا على مرضاة الله، واجتناب سخطه، وكان متوكلا على الله، فسوف يرزقه رزقا طيبا، وييسر له سبل الكسب الحلال، ويكفيه ما أهمه، قال تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجاويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه {الطلاق:2ـ3}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى