السؤال
إذا كنت أتوضأ، وعند غسل الأذنين من ظاهرهما -وليس باطنهما؛ لإزالة الشمع الظاهر عليهما- أجد أن يدي بها شمع، وأصبحت دهنية، ثم أكمل الوضوء إلي رجلي، فهكذا يكون وصل الشمع إلى رجلي؛ لأن الشمع لا يزال إلا بالصابون؟
فهل هذا الشمع حائل إذا وجد على يدي ورجلي -إذا أكملت وضوئي-، ولا يصل الماء إلى رجلي؟
أم أن شمع الأذن إذا جاء على اليد يكفي غسله بالماء فقط، حتى لو تأثرت اليد بآثاره؟
فقد قرأت أن الرسول كان يدخل يده إلى أذنيه للوضوء، ويكمل وضوءه دون إزالة الشمع من يديه بالصابون، أو ما شابه ذلك.
فهل إذا كان يجب غسله بالصابون لإزاله الشمع وآثاره من اليد - هل يجوز قطع الوضوء بعد غسل الأذن لثوان لغسل يدي بالصابون، ثم استكمال الوضوء، وغسل رجلي.
شكرا مقدما.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمسح الأذنين سنة لا واجب في قول الجمهور، والمطلوب فيه مسح ظاهر الأذن وباطنها، دون المبالغة عند إدخال الأصبعين الى الصماخ، وكيفما مسحهما المتوضئ أجزأه.
جاء في الفقه على المذاهب الأربعة للجزيري: وإذا مسحهما بأي كيفية أخرى أجزأه. انتهى.
وهذا الأثر الذي ذكرت بقاءه على أصابعك من مسح الأذنين لا يؤثر على وضوئك، ولا يلزمك غسلهما بالصابون بعده أثناء الوضوء، وإن رأيت على أصبعيك شيئا من الشمع، فيكفي مسحهما بمنديل، أو بأي مزيل.
وعلى كل، فلا علاقة لذلك بغسل الرجلين؛ لأن الماء يصل الرجل قبل إمرار اليد عليها؛ ولذا لو كان بأصبعك أثر من الشمع، وصببت الماء على الرجل، وأمررت اليد، فقد وصل المال حينئذ. وبالتالي، فالوضوء صحيح.
ولا بد من الحذر من الوسوسة، أو الاسترسال مع الشكوك المتعلقة بهذا الأمر أو غيره، بل لا بد من الإعراض عنها.
وليعلم المرء أنه كما يحرص على الإتيان بالمطلوب على وجهه، ويخاف من التقصير مما يدفعه للمبالغة والتحري، فلا بد أن يحذر من الغلو والتنطع؛ لما روى مسلم وغيره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: هلك المتنطعون... قالها ثلاثا.
والله أعلم.