آثار المعاصي على حياة صاحبها

0 11

السؤال

أريد الإجابة على سؤالي، وأجركم على الله.
أنا فتاة أحببت إنسانا، وقد وعدني بالزواج. وقد تطورت العلاقة بيننا، وكانت كل مرة تقع خلافات بيننا. ثم قال لي: لن أتزوجك، وتركني، وقد عاد إلي. وأنا خائفة يا شيخ جدا، فقد كنت أدعو في صلاتي وأقول: اللهم اجعل فلانا ابن فلانة يحبني ويعشقني.
وذات مرة إذا بي أجد فيديو عبر الإنترنت لعودة الحبيب، وقمت بتنفيذ ما فيه، وضعت ورقة بها اسمه واسم أمه، واسمي واسم أمي. ووضعت الورقة في الماء لمدة 3 ليال، ثم أفرغت ذلك في التربة.
أنا نادمة يا شيخ، فقد وضعت ذلك الشيء بنية الحلال، وعندما قال لي إنه مسحور، راودتني عدة شكوك وأصبحت لا أنام. ليس بنية أي شيء آخر.
والآن حبيبي قال لي إنه مسحور وتركني، وقال لي إنه يكرهني، ولن يتزوجني وأصبح يسبني. وقد تحيرت من أموري، ولم أجد شخصا أو راقيا ليرشدني.
نيتي لم تكن سحره، فقد كنت أداوم على سورة البقرة، والأدعية من أجل الحلال والزواج.
لا أعرف الآن ماذا أفعل؟
الرجاء أرشدني إلى الطريق الصحيح؛ فقد كرهت الزواج بعدما كنت أحبه، وكرهت كل الرجال، وقد أحسست أن الدنيا أظلمت علي. علما أني أصلي صلاتي في وقتها، وأقوم الليل وأصلي الفجر، وأقرأ سورة البقرة دائما، وأنا متحيرة من أموري.
إذا كان ذلك سحرا يا شيخ في التربة. أرشدني لإبطاله.
وهل تعود المياه إلى مجاريها بيننا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فقد سبقت لنا عدة فتاوى بينا فيها حقيقة السحر، وشيئا من علامات المسحور وكيفية علاج السحر، فنرجو أن تراجعي الفتوى: 5252، والفتوى: 7970.

وما قمت به لا يعتبر بمجرده ممارسة للسحر، ولا يلزم أن يكون ما كان في قلب هذا الرجل من نفور منك، أو في قلبك من كره لأمر الزواج، بسبب شيء من السحر.

  وقد يكون ذلك مجرد ابتلاء من الله -سبحانه-، فهو القائل: كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون {الأنبياء:35}.

ويمكن أن يكون بسبب ما كنتما عليه من معصية، نعني العلاقة التي كانت بينكما خارج إطار الزواج؛ إذ يحرم شرعا أن تكون المرأة على علاقة عاطفية برجل أجنبي عنها، كما بينا في الفتوى: 30003.

والمعاصي قد تكون لها آثارها السيئة على حياة صاحبها، كما قال الله سبحانه: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير {الشورى:30}.

 وجاء في المأثور عن الفضيل بن عياض -رحمه الله- أنه قال: إني لأعصي الله، فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي

والتوبة من أعظم أسباب رفع البلاء، فالواجب المبادرة للتوبة، وراجعي شروطها في الفتوى: 5450.

  وفي نهاية المطاف إن غلب على الظن وجود شيء من السحر، فعلاج السحر ممكن ومشروع، وميسور -بإذن الله- كما بينا في بعض الفتاوى التي أحلناك عليها سابقا، هذا بالإضافة للدعاء، والإكثار من الطاعات ونحو ذلك.

  واعلمي أن الأفضل في دعائك بالزواج أن تفوضي أمرك إلى الله، فتسأليه أن ييسر لك الزوج الصالح، فهو المطلع على ما في القلوب والأعلم بعواقب الأمور. ويمكنك أن تستعيني في البحث عن الزوج الصالح بالثقات من صديقاتك والأقربين، وراجعي الفتوى: 18430.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات