حكم الانتفاع بأدوات العمل وعدم الالتفات لضياع الأدوات اليسيرة

0 18

السؤال

كنت أعمل في مكان يتبع لشركات، وهي التي تعطينا أدوات العمل مثل المسامير وغيرها. وأثناء عملي تتطاير مني مسامير، فأتركها؛ لأن ثمنها قليل، وتحتاج لوقت حتى أعثر عليها. وكنت أيضا أخاف أن يتهمني العاملون معي بالوسوسة، أو يسألوني: لماذا تفعل هذا؟ فأقول: لأنه حرام، فيتهموني بالتشدد.
نعمل في مواقع للعمل، ونعيش فيها حتى انتهاء العمل. وهناك خشب يكون ملكا للمقاولين، وبعضه ملك للشركة. ونحن نأتي بذلك الخشب وبعض الطوب من الموقع، لا أعرف هو ملك لمن؟ ونصنع به سريرا. فهل هذا جائز؟ حيث إن الخشب من الممكن أن يكون ملكا للمقاول الذي لا نعرفه. ويمكن أن نقص هذا الخشب؛ لنصنع به سلما للعمل عليه. فهل كل هذا حرام؟
وماذا عني أنا: فإني أخاف إن اعترضت على هذا أن يحصل الاتهام بالتشدد أو الوسوسة، وأخاف الطرد من العمل؛ لأني لا زلت جديدا في هذه المهنة وأعمل مساعدا.
فهل لا يجوز أن أنام على هذا السرير أو أستعمل هذا السلم؟
وماذا إن طلب أحد مني أن أساعده لصنع سلم من هذا الخشب، وساعدته في الحصول على الخشب بأن أنور له كشاف الهاتف؟
هناك مقاول طلب من المقاول الذي نعمل معه ألا نأخذ منه الماء، حيث إن هذا الماء ليس ملكا لأحد، ولكن هذا المقاول معه خراطيم وبراميل ويملأ تلك البراميل، ونحن نأتي بالبراميل حتى لا نضيع الوقت، وننزل من الشقق التي نعمل بها، ونأتي بالماء من الأسفل. فقال لي المقاول الذي أعمل معه: لا تبال به، فأخذت من الماء خوفا من الاتهام بالتشدد أو الوسوسة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فما دمت تقوم بعملك على الوجه المطلوب، وتستعمل أدوات العمل بالمعروف، ولا يحصل منك تعد أو تفريط؛ فلا حرج عليك فيما يتلف أو يضيع من هذه الأدوات، ولا سيما إذا كانت مصلحة العمل وإنجازه في الوقت المطلوب تستلزم عدم الالتفات لهذه الأشياء اليسيرة.
وما يكون في الموقع من الخشب ونحوه؛ والعرف جار بالإذن في استعماله في أدوات العمل، أو انتفاع العمال به؛ فلا حرج في ذلك، لأن الإذن العرفي كالإذن اللفظي.
وإذا كان هناك من ينقل الماء ويجعله في أوعية خاصة به، ولا يأذن لكم في استعماله؛ فلا يجوز لكم استعمال هذه المياه ولو أمركم المقاول المسؤول عنكم، وراجع الفتوى: 59643
وعليك أن تعرض عن الوساوس كلها ولا تلتفت إليها.

وأما المنكرات التي تعلم وقوعها يقينا وليس شكا أو وسوسة؛ فعليك اجتنابها والنهي عنها، ولا يسوغ لك إقرارها بحجة خوفك من اتهام الناس لك بالوسوسة أو التشدد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة