السؤال
أنا فتاة غير متزوجة، وأستأنس بالحديث مع أشخاص لا وجود لهم في الواقع، وأتخيل أن لي زوجا، وأتخيل حياتي العاطفية معه، ولا يقترن ذلك بشخص معين، بل هو شخص من الخيال أتحدث إليه، وقد أنبني ضميري؛ لخوفي من أن يكون ذلك حراما، فهل يجوز أن أتحدث مع شخص خيالي بصفته زوجا لي، وأتخيل حياتي الزوجية معه؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا أن هذه التخيلات من جنس أحلام اليقظة، وأن الأصل عدم المؤاخذة بحديث نفس، إن لم يترتب عليه قول، أو عمل، وأرشدنا إلى الاجتهاد في دفع هذه التخيلات والخواطر؛ لأن الاسترسال معها قد يترتب عليه من العواقب ما لا يحمد، فراجعي الفتويين: 422797، 28477.
ونوصيك بأمرين مهمين:
أولهما: شغل وقتك بما ينفعك في دينك ودنياك من العلم النافع، والعمل الصالح، والتعاون مع النساء الصالحات في كل ما يخدم الأمة؛ فالوقت أغلى من أن يضيعه المسلم فيما لا طائل من ورائه، روى البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ.
وما أحسن ما قاله أحمد شوقي:
دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثواني
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثاني.
ثانيهما: البحث عن سبيل للزواج، بكثرة الدعاء، والتضرع إلى الله سبحانه أن يرزقك الزوج الصالح؛ فالدعاء من أفضل ما يحقق به المطلوب.
والله سبحانه قد أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، فقال: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين {غافر:60}.
ويمكنك الاستعانة -أيضا- بالثقات من أقربائك وصديقاتك؛ فالمرأة يجوز لها شرعا البحث عن الزوج الصالح، كما سبق بيانه في الفتوى: 108281، والفتوى: 18430.
والله أعلم.